
وفي محاولة للتخفيف والتقليل من آثار الإعصار، تكابد السلطات المحلية هناك بإمكانياتها المحدودة والبسيطة، لمواجهة حدث يفوق قدراتها المتواضعة، في حين اعلنت الحكومة الجزيرة محافظة منكوبة، موجهة دعوة للتحالف العربي والمنظمات الدولية لإغاثة وإنقاذ سكانها.
ويعد مكونو ثالث إعصار يضرب سقطرى في الثلاث السنوات الأخيرة التي يشهد معها اليمن حربا مستمرة، ظلت الجزيرة بعيدة عنها لكنها لم تسلم من الأعاصير وصراع النفوذ من قبل أطراف في التحالف العربي.
إحصاءات أولية
وقالت غرفة الطوارئ بجزيرة سقطرى "إن عدد المفقودين حتى فجر الجمعة ارتفع إلى 19 شخصا.
وأوضحت أن عدد النازحين في مركز مديريتي حديبو وقلنسية بلغ 507 أسر موزعين على مركز الإيواء في المدارس والمرافق الحكومية.
وذكرت أن ثلاث سفن غرقت فيما جنحت ستة أخرى، مشيرة إلى أن هناك دمارا واسعا في الطرقات الرئيسية التي تربط عاصمة الجزيرة بالمناطق الأخرى.
وذكرت أن هناك تهدما جزئيا للكثير من المنازل، وجرف لعشرات أشجار النخيل الأراضي الزراعية، وفقدان عدد من السيارات جراء الفيضانات وتحطم قوارب.
وأكدت غرفة الطوارئ أن العاصمة باتت معزولة عن بقية مناطق الجزيرة، فيما لا توجد أي معلومات عن المناطق الجنوبية والشرقية التي تعرضت لعين الإعصار، ويتوقع حدوث دمار واسع وخسائر كبيرة فيها.
ويعزى عدم امتلاك لجنة الطوارئ أي معلومات عن وضع المناطق الجنوبية والشرقية والغربية، إلى جانب السيول والفيضانات، إلى وجود تلك المناطق خارج نطاق تغطية خدمات الاتصالات كليا.
ازدحام بالمدارس
من جهته قال النازح أحمد جمعان إنه نزح وأسرته المكونة من سبعة أفراد إلى أحد مراكز الإيواء بعاصمة حديبو.
وأضاف جمعان أن مياه السيول دهمت منزلهم فجأة، مما اضطرهم إلى النزوح إلى المدرسة.
ويشير في ثنايا حديثه إلى أن النازحين يعانون من شدة الازدحام في مراكز الإيواء، داعيا الحكومة إلى التحرك لإنقاذ الجزيرة وتقديم المساعدات للنازحين والمنكوبين.
وأضاف "نحن هنا بالمدرسة، لكننا لا نعرف وضع إخواننا وأهالينا في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية".
ويصف الناشط عبد الله السقطري إعصار مكونو بأنه "الأشد والأعنف فتكا" بسقطرى، مقارنة بالإعصاريين "تشابالا وميج" اللذين ضربا الجزيرة في نهاية العام 2015.
ويقول السقطري"لا نستطيع أن نظهر حجم الأضرار والتأثيرات الكلية في الجزيرة جراء الإعصار، نحن محصورون هنا بالعاصمة، لا نستطيع التحرك والخروج لا غربا ولا جنوبا وشرقا".
وأشار إلى أن سكان المناطق الأخرى، لا أحد يعرف شيئا عن أوضاعهم جراء الإعصار، ولا يمكن تقديم المساعدات لهم.
ولفت إلى الدمار والخراب وفي الطرقات والجسور، يحتاج إلى أيام ليتمكن الناس من الوصول إلى المناطق المعزولة.
وتعد محافظة سقطرى الواقعة قبالة سواحل القرن الأفريقي قرب خليج عدن، أرخبيلا يتكون من ست جزر، أكبرها التي تحمل هذا الاسم.
وأعلن الأرخبيل في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2013، محافظة مستقلة بعد أن كان يتبع إداريا محافظة حضرموت شرقي اليمن.
وفي الوقت الذي لا تزال فيها الأمطار والرياح مستمرة، وإن بدرجة أخف حدة، تسود حالة من الترقب في مدينة حديبو مركز المحافظة، لمعرفة أوضاع سكان المناطق الجنوبية والشرقية والغربية، التي تتوقع المصادر الرسمية للجزيرة نت أن تكون التأثيرات أكبر للإعصار فيها.
وعزت المصادر ذلك إلى أن تعرض تلك المناطق إلى عين الإعصار وتأثيرات مباشرة ستخلف أضرار كبيرة في الممتلكات والطرقات والمواشي والنخيل والمزارع.
وكانت المناطق الجنوبية لسقطرى قد لحقت بها أضرار بالغة جراء إعصار ميج نهاية العام 2015.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- رئيس مجلس القيادة يعزي نائب الرئيس الاسبق المناضل علي سالم البيض
- الوزير السقطري ووفد البنك الدولي يتفقدان مشروع إعادة تأهيل مركز الأنزال "الدوكيارد" بعدن
- الشرجبي يناقش مع الصليب الأحمر نتائج المرحلة الأولى من المخطط العام لعدن والاستعدادات للمرحلة الثانية
- محافظ البنك المركزي يبحث مع السفير الياباني تطورات الأوضاع المالية والاقتصادية