
وصباح أول أيام عيد الفطر الجمعة، غصّت مساجد صنعاء وشوارعها بالمصلين لأداء صلاة العيد، بينما فضّل سكان في الحديدة على بعد 230 كلم البقاء في منازلهم خوفا من الحرب المستعرة على أبواب مدينتهم.
وقال أحد المصلين في صنعاء لوكالة فرانس برس مفضّلا عدم ذكر اسمه "هناك قلق وتوتر مما يحدث في الحديدة. نسأل الله أن يجنبنا الحرب، يكفينا الفقر والغلاء".
وفي شارع آخر الصقت على جدرانه صور لمقاتلين قضوا في معارك أو ضربات جوية، جلس عشرات المصلين فوق سجادات ملونة في ساحة صغيرة بين مجموعة من المنازل، ينتظرون بدء صلاة العيد، وقد وضع بعضهم سلاحه الرشاش أمامه، فوق سجادة الصلاة.
وبدأت قوات الجيش الوطني الاربعاء، بمساندة قوات التحالف العربي، هجوما واسعا تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.
بعيد انتهاء الصلاة في أحد شوارع العاصمة، حمل مسلحون نعشا لفّوه بعلم أخضر عليه صورة شخص قال أحد المسلحين انه مقاتل قضى مؤخرا في معارك مع القوات الحكومية، ثم قاموا بوضع النعش أمام المصلين على الأرض.
ووقف قرب النعش رجل ارتدى سترة زرقاء وبدأ بمخاطبة الحاضرين وهو يلوّح يديه بعصبية، متحدثا عن أهمية المعارك، بعد ساعات من حث زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي مقاتليه على التوجه الى مدينة الحديدة لوقف تقدم القوات الموالية للحكومة.
لكن بالنسبة الى وحيد مصطفى، فان ايجاد الدواء المناسب لمرض السكري الذي يعاني منه، هو الأولوية.
وقال مصطفى "أعاني كثيرا كي أعثر على علاج السكري الذي أصبت به من سنوات"، مضيفا "في هذه الاوقات، كل ما يهمني هو ان أوفر العلاج".
ومع انطلاق الهجوم على الحديدة الاربعاء، ازدحمت السيارات أمام محطات المشتقات النفطية خوفا من انقطاع الوقود مع امكانية ان تبلغ المعارك قريبا ميناء الحديدة الذي تمر عبره نحو 80 بالمئة من المساعدات والمواد التجارية الموجهة الى ملايين السكان، خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، شريان الحياة للملايين في اليمن، لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.
يخشى سكان المدينة التي ازدادت فيها مظاهر الفقر في السنوات الأخيرة من ان يؤدي اغلاق الميناء الى ارتفاع كبير في الاسعار وانقطاع المشتقات النفطية والغاز المنزلي من الاسواق.
وقال عبدالعزيز علي ان عددا كبيرا من السكان عجزوا عن شراء ملابس لأولادهم أو حلويات العيد، واكتفوا بالتفرج على ما يعرض في المتاجر.
وتدخل ناجي أحمد مؤكدا "لقد فقدنا الفرحة بهذه المناسبة (العيد)، فالحرب والغلاء أفقدانا معنى الحياة. لم نعد نجرؤ على أي شيء، حتى الخروج من المنازل".
في مدينة الحديدة،التي تبعد مدينة 230 كلم عن صنعاء .. ورغم ان المعارك لم تتخط مشارف المطار في الجهة الجنوبية منها بعد، فضّل سكان المدينة الساحلية الخاضعة لسيطرة المتمردين في غرب اليمن ملازمة منازلهم في أول أيام عيد الفطر، خوفا من مواجهة دامية تلوح في الأفق.
وتحدث سكان في المدينة المطلة على البحر الاحمر عن انتشار مكثف للمسلحين في الشوارع وامام المقرات الحكومية، وعن مضاعفة أعداد نقاط التفتيش على الطرقات.
ومع اقتراب الحرب من شوارع المدينة، قررت عائلات ان تغادر الحديدة للتوجه الى صنعاء، وبينهم سامي الذي غادر مع أسرته المؤلفة من اكثر من 20 فردا، علما ان منظمات انسانية أكدت لفرانس برس ان النزوح من المدينة لا يزال محدودا.
وقال سامي "غادرنا لاننا نسكن قرب المطار بعدما أصبحنا نسمع اصوات المعارك بوضوح"، مضيفا "شاهدنا ثلاث دبابات بين الأشجار عند خروجنا من الحديدة. مستحيل ان نعود الا اذا اتفقوا على هدنة".
المصدر: فرانس برس
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- بيان شديد اللهجة من السفارة الأمريكية في اليمن ضد مليشيات الحوثي الارهابية (تفاصيل)
- مجلس الامن يؤكد التزامه القوي بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه ويطالب المليشيات بالإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة
- رئيس مجلس القيادة يطلع على الاوضاع في محافظة مأرب
- السفارة الامريكية تدين استمرار مليشيات الحوثي الارهابية في الاحتجاز التعسفي بحق المدنيين اليمنيين