أجبرت مليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح، اللذان يسيطران على السلطة منذ الغام ٢٠١٤م - العديد من شرائح المجتمع، من مهندسين ومعلمين ووغيرهم الى ترك مجالات تخصصهم والبحث عن عمل يوفر لهم لقمة عيش كريمة.

الفنان التشكيلي عدنان جمن، واحد من ضحايا الحرب المستمرة منذ ما يزيد عن عامين، حيث اضطر الى ترك رسوماته التشكيلة التي وجهها نحو رسم بسطاء الناس، باعتبارهم في نظره أشرف كثيراً ممن يمتهنون السياسة و المتاجرة بآلام الناس، واتجه نحو مهنة الطبخ.

يقول جمن في تصريح لـ"مجلة صنعاء"، كنت أعمل كرسام توعوي لدى منظمات دولية كثيرة قبل قيام الحرب، كما كنت أبيع لوحاتي للأجانب، و"كانت الأشياء معدن" كما يقول إخوتنا المصريون، لكن الحال انقلب بعد نشوب الحرب، و فرّ الأجانب، و تقلص حجم العمل مع المنظمات الدولية ثم أختفى تماما.

وتسببت هذه الأوضاع كما يقول الفنان مجن، بتراكم الديون عليه ولم يجد ما يمكنه من إطعام أسرته، الامر الذي أجبره إلى امتهان وظيفة الطهي، ليتمكن من مواصلة الحياة.

وقال ان فكرة الطهي بدأت بعمل إعلان في وسائل التواصل الاجتماعية عن فكرة المشروع الذي يعتمد على نظام الحجز المسبق للوجبات العدنية التي تعدها زوجته بنظام السفري takeaway ، و سرعان ما بدأت الطلبات تنهال عليه من كل مكان، ومؤخراً افتتح مطعم متواضع يستقبل الزبائن.

وقال مجن " أتضح لي في هذه المحنة.. أن إشباع البطون أمسى أهم بكثير من إشباع الروح بالفن..!

وتمنى أن يرى العالم وجوه أبطالي من بسطاء الناس، أولئك المطحونين في ماكنة حرب سياسية بلهاء ، وجوه شاهت بالبؤس، لكنها تواجه الحياة بالابتسامة و الصبر، أحلم أن تتنقل تلك الوجوه الطيبة حول العالم؛ ليراها الناس و يرونني من خلالها كفنان يرسم خارج دائرة الضوء.. بسبب هذه الحرب اللا إنسانية.