تحقيق - حسان دبوان

اثارت الاستقالة التي تقدم بها قبل يومين محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي - اثارة - ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي والوسط الصحفي والشعبي.
 
وبين مؤيد ومعارض تنوعت ردود افعال المتابعين ، لكن اتهام المفلحي للحكومة الشرعية بالفساد نال النصيب الاكبر من الاهتمام والتداول في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الاخبار الالكترونية.
 
قراء الكثير تلك الاتهامات بسطحية كبيرة دون بحث وسبر اعماقها ومعرفة الدوافع والمسببات التي قادت المفلحي لاطلاق تلك التهم وتكرارها في رسالتين عقيمتين بعث بهما للرئيس عبدربه منصور هادي.
 
"يمن24" يكشف  بالتفصيل حقيقة تلك الاتهامات التي تحدث عنها المحافظ المفلحي وما حدث خلف الكواليس.

قضية الفساد التي تحدث عنها المفلحي في رسائلة بقدر ماهي مثيرة للسخرية لكنها تكشف للجميع ان المفلحي منذا تعيينه محافظا لعدن لم يقدم أي شيء للمحافظة او يقم بأي عمل سوى محاولته تمرير صفقة معدات الصرف الصحي.
 
توقف عمل المحافظ المفلحي على تلك الصفقة المشبوة وعندما عجز عن تمريرها رفع برسالة او شكوى لرئيس الجمهورية تحدث فيها عن رفض الحكومة تمرير صفقته متهما اياها بالفساد.
 
ردت الحكومة في حينه على اتهامات المفلحي واوضحت ان المبلغ الذي تحدث عنه تم تحويلة الى حساب حكومي من اجل تنفيذ مشروع عملاق في مجال الاتصالات والانترنت ، ولم يتم تحويل المبلغ الى حساب شخصي .
 
بحسب مراقبون فانه كان من المفترض على المفلحي ان يحفظ ماء وجهه عند هذة النقطة  بعد توضيح الحكومة ، وكان الاجدر به ان يعود لممارسة عملة والانتقال الى مهام اخرى ، لكنه فعل العكس واستمر بالتنقيب وراء صفقة المعدات الصحية التي اراد تمريرها مهما كلفة الامر ، وعندما شعر بالفشل  قام باعلان استقالته ، وذكر في بيان الاستقالة نفس التهمة والقصة التي ذكرها في رسالته السابقة لرئيس الجمهورية ، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن حكاية المفلحي مع تلك الصفقة ولماذا يستميت في تمريرها ؟ "
 
يمن24 " يكشف السر الخفي من وراء تلك الصفقة التي اراد المفلحي ان يدشن من خلالها مسلسل الفساد متوشحا بالنزاهه المصطنعه.
 

صفقة سيارات النظافة التي اراد المفلحي تمريرها ورفضتها الحكومة تم تقديمها عن طريق عرض وحيد "لشركة العيسائي" ولم يتم التقديم عن طريق مناقصة كماهو معروف ، وكانت تكلفتها تفوق تكلفة سعر السوق العالمي بالضعف ، بالاضافة الى المطالبه باعفاء الجمارك لتلك السيارات . وهذا هو الفساد بعينه لمن اراد ان يبحث عن الفساد.
 
- من هي شركة العيسائي ؟

شركة العيسائي التي فوضها المفلحي لتوفير سيارات النظافة دون مناقصة وبسعر مضاعف للاسعار العالمية هي شركة متخصصة في السيارات ، منها شاحنات "فوزو" المخصصة لجمع النفايات، مقرها في المملكة العربية السعودية ، وقد عمل المفلحي في هذة الشركة ما يقارب العشرين عام.
 
تدرج المفلحي بالعمل في هذة الشركة منذا عام 1985م وحتى العام 2008م ، حيث بدأ مندوب مبيعات ووصل الى مساعدا لمدير عام الشركة بالمملكة. تعتمد الشركة بشكل اساسي على الصفقات الحكومية وتقدم عمولات كبيرة للجهات او الاشخاص الذين يساهمون في حصولها على تلك الصفقات.
 

نستخلص من كل ماسبق :
 

- محاولة تمرير الصفقة من دون مناقصة وتفويض شركة واحدة فقط وبسعر مضاعف للاسعار العالمية هو الفساد بعينه .

- رفض الحكومة تمرير هذة الصفقة المشبوهة جاء من باب الحفاظ على المال العام والشفافية والنزاهه وليس فسادا كما يدعي المفلحي.

- ال5 مليار التي اتهم المفلحي الحكومة بنهبها تم تحويلها الى حساب حكومي لتنفيذ مشروع حكومي كامل الشفافية والنزاهية ولم يتم تحويلها الى حساب شخصي حتى نسميها فساد.

- اصرار المفلحي  واستماتته على تمرير هذة الصفقة وربط عمله بهذة الصفقة يرجح ويؤكد انه اراد من خلالها رد الجميل لشركة العيسائي التي عمل فيها عشرين عام ، وكذلك الفوز بالعمولة الكبيرة التي سال عليها اللعاب.