بيان هام لمكتب المبعوث الاممي لليمن: تفاصيل
الخميس 9 أغسطس 2018 الساعة 14:08
ألتقيت وبدعوة مني لمدة يومين في لندن بعدد من القيادات اليمنية وهي جزء من القيادات اليمنية الفاعلة ضمن المكونات السياسية والمجتمعية التي تنتمي لها مستنداً في ذلك الى النصيحة التي أعطيت الي من اليمنيين من جميع الجهات في الأشهر التي تلت تولي مسؤولياتي. لقد تشاورت مع الأطراف المعنية بالطبع في المقام الأول ولكن أيضا كانت لي مشاورات مع المجتمع المدني وضمنها هذه اللقاءات التي حملت شفافية في الطرح والوضوح، وهي مقدمة ايجابية لمزيد من ملامسة الواقع وصراحة اليمنيين مع أنفسهم ومن الواجب ان يتم تقبل اليمنيين لحقائق البلد وواقعه اليوم. لقد احسست كثيراً بأن هناك استشعاراً بالمسؤولية من قبل الشخصيات اليمنية التي ألتقيتها في لندن وانا على يقين أن الحلول موجودة ولكن هناك من يعيقها لإطالة أمد الحرب وكسب مزيد من الأموال المدفوعة على حساب معاناة الشعب اليمني . الأزمة اليمنية معقدة ولا نقول أن الحل ممكناً ولكنه ليس مستحيلاً اذا ما تخلت بعض القوى عن عصبيتها ومواقفها التي لا ترى الا نفسها في اليمن وتريد إقصاء قوى وقيادات فاعلة في البلد. يختصر كثيرون الصراع في طرفي الشرعية والحوثيين ولكن الحرب باليمن فيها عدة حروب وقضايا بما يعني انها صراع مركب وما الطرفين المذكورين الا عنوان اختصرته أطراف خارجية وجوهر الصراع والازمة باليمن هي سياسية ووجود وحدة يمنية فشلت بعد اربع سنوات من اقامتها بين دولتين كانتا قائمتين في شمال اليمن وجنوبه. طرفا الحوثيين والشرعية اصبحا اليوم معضلة لليمن باكملها ولابد من تجاوز واقعهم الذي بات محجما في أطر ضيقة ومساحات محصورة لأن هناك مكونات وقوى يمنية تستطيع العمل في اليمن وبناء السلام وتجاوز أدوات وقوى الصراع التي تتسببت لليمن بالدمار . ناقشت اللقاءات كثير من المسائل التي نحاول مناقشتها ضمن خطط محددة لتفصيل كل قضية على حدة قبل تمهيداً لوضع الإطار الشمال لكل الازمة وقضاياها وفقا للواقع الذي يريده الشعب اليمني في الشمال والجنوب. بداية الحرب واسبابها تحدث مجمل الحاضرين عنه بإسهاب حيث نسعى لأخذ مزيد من الرؤى لنبلورها في حلول مناسبة وتحدثوا أن الحرب كانت قائمة في اليمن منذ زمن ولكنها صامتة غير احتجاجات نسبية واصوات في الجنوب لم يتم الاستماع لها وما زاد اليمن مأساة هي احتجاجات 2011 التي تسبب بدخول اليمن مرحلة الحرب الدموية مثل بلدان عربية أخرى . وكيف تمت بداية الحرب وانهيار الدولة والسيطرة عليها بتواطؤ جهات داخل السلطات اليمنية بعد أشهر من نقل السلطة الى الرئيس عبدربه منصور هادي. في لقاءاتنا ناقشنا عدد من القضايا التي رأينا انها مهمة وخصصنا هذه اللقاءات لها بشكل مباشر. وفي عموم اللقاءات،، ما يتعلق بالحديدة، وما حققناه بخصوص دور الأمم المتحدة في الميناء وانا مصمّم على البناء على ذلك في مشاوراتنا المقبلة التي سنبدأ مناقشة إطارها في 6 سبتمبر مثلما حددت ذلك في امام مجلس الامن في الـ2 من أغسطس/آب2018 . وناقشنا كيف اننا لا نسمح بأن يؤدي التقدّم او عدم التقدّم في ملف الحديدة الى ابعادنا عن تركيزنا الأساسي، وهو البحث عن حل سياسي للصراع اليمني. وتم نقاش الوضع الانساني للشعب اليمني الذي يعاني من عدم وصول المساعدات بالشكل الكامل واجراءات ضمان وصول تلك المساعدات والنهوض بالخدمات الاساسية وهي جزء هام من الأزمة اليمنية بمعية الانهيار الاقتصادي الذي يتراكم يوماً بعد آخر في ظل عجز الشرعية بالمحافظات المحررة والحوثيين في المحافظات التي يسيطرون عليها. ناقشنا أيضاً القضية الجنوبية والعمل على وضع الحلول المناسبة للقضية الجنوبية التي تشير خلفياتها انها قضية سياسية وليست حقوقية فقط كما كان ينظر لها المجتمع الدولي من سابق. وتطرقنا الى واقع الجنوب وهو واقع جديد تشكل ما بعد 2015 ولم يحدث في تأريخ اليمن التي عرفناها فالجنوبيين يسيطرون على أرضهم وعلى الجميع تفهم هذا الواقع الذي يعد جزءاً من الأزمة اليمنية المعقدة. كما ان هناك قيادة سياسة منظمة ولديها قوة عسكرية سيتسبب اقصائها بكثير من المشكلات وهذا يجب ان يدركه كل أطراف الأزمة اليمنية التي اشترطت بعضها عدم خوضها المشاورات الا بإقصاء الجنوبيين. وناقشنا بعض المسائل الهامة التي نسعى لأن تكون ممهدة لإنجاح المشاورات الشاملة التي ندرس إطارها ونحاول وضع خطط ومراحل المشاورات الشاملة. وخلصت النقاشات،،، بآن بناء السلام في اليمن سيكون مهما بالاستناد إلى سوابق مختلفة ومشاركةٍ أوسع. وستكون المشاورات بسجلها ذي الشمولية والمشاركة المدنية مبعث الإعجاب، سابقةً حاسمة. وسيكون هذا جدول أعمال الانتقال، ليشمل: الواقع الجديد السياسي والميداني في اليمن، والمصالحة، وهو ما يتطلب اهتمام اً كبيرا من جانبنا لإنهاء الصراع وانجاح المراجعة الدستورية، وشكل الدولة، ومن ثم اعادة الإعمار وإعادة بناء مؤسسات الدولة بعد تحولها. يستدعي تحقيق هذا العمل بمشاركة كاملة من المجتمع المدني لضمان أن تتجاوز هذه العملية جانب السياسة وتعكس تطلعات جميع اليمنيين وحل قضاياهم وصنع استقرارهم لا سيما وان البلد اصبح ذات جغرافيتين كانت عليه ما قبل المشاكل السياسية التي اندلعت في بداية تسعينيات القرن الماضي. والله الموفق مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المستشار الخاص للسيد مارتن غريفيثتش 8 أغسطس / آب 2018م.
متعلقات