زيارة بن دغر لأبين... أكبر من حدث سياسي وقاب قوسين من مرحلة جديدة
الأحد 1 اكتوبر 2017 الساعة 23:14
الحكمة نت - خاص

ليس الجديد ان رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر زار محافظة ابين، او احتفل مع الجماهير هناك بمناسبة وطنية، وان كان لهذا الاحتفال دلالة معينة إلا أن ذلك يذوب بالنظر إلى ماحدث هناك حقاً، هذه الفعاليات والاحداث ليست بالأمر الجديد على بن دغر، لكن الجديد علينا جميعاً أن ترفع اعلام الجمهورية اليمنية في قلب ابين الحراكية عند استقبال رئيس الوزراء في الحكومة التي تمثل شرعية الجمهورية اليمنية، كيف ولماذا هذا هو المثير للتساؤل؟

كيف وافقت الحشود الأبينية الغفيرة التجمهر بتلك الصورة استقبالاً لبن دغر؟، والجميع يعرف ان ذلك أمر عصي في المحافظات الجنوبية.
محللون ارجعوا حدوث ذلك إلى سببين أولاً ثقة الناس بإيفاء بن دغر لوعوده الجنوبيين بتحسن الخدمات والمعيشة في المحافظات المحررة، والأمر الأخر هو غياب المشاريع الوطنية او الحضور المؤثر لقيادات التيارات الأخرى في محافظة أبين، حيث وجد الشارع بن دغر خياراً أفضل من أولئك الذين كان الشارع يكن لهم الولاء في السابق.
كما أكد مراقبون أن بن دغر استطاع استثمار حالة الفراغ السياسي التي تعانيه المحافظة المعروفة بتشددها الحراكي، ليس ذلك فحسب بل أن طمأنته لأهالي المدينة كان له الأثر الإيجابي في نفوسهم، فلم يأتي بن دغر لزنجبار مكتسحاً مهاجماً متغطرساً، بل كان خطابه هادئ عقلاني اعطى الحق للغائبين عن المدينة بممارسة حقهم الطبيعي في التعبير عن رأيهم وإقامة فعالياتهم بحرية، مشترطاً لسماح ذلك الإلتزام بالأطر السلمية والقانونية التي تحفظ مبادئ الدولة المدنية الحديثة.

وبشهادة قيادات حراكية وإعلاميين جنوبيين يعد هذا الحدث درساً يستوجب المراجعة، وخطاباً يستلزم التوقف عنده، وشخصية تفرض على الجميع وصفها بالممتلئة ذكاءاً وحضوراً.

ما حدث أكبر من حدث سياسي عابر، إنه نقطة تحول لمرحلة تاريخية جديدة يبدو ان من سيشهدها ليست محافظة أبين وحدها، بل والمحافظات الجنوبية والجمهورية بأكملها.

متعلقات