قال وزير الخارجية، خالد اليماني، أن الجولة الجديدة من المشاورات اليمنية التي ستستأنف في مدينة جنيف السويسرية الخميس المقبل، ستركز على إجراءات بناء الثقة بين الأطراف المعنية. واستبعد اليماني، وفقا لصحيفة" الشرق الأوسط" اللندنية التوصل إلى حل سياسي للأزمة خلال مشاورات جنيف المرتقبة الخميس القادم، قائلا في حال تقدم الطرف الحوثي خطوة باتجاه إجراءات بناء الثقة، فسيكون هناك أمل بالاستمرار في التشاور والتفاوض لتحقيق السلام وقطع دابر الانقلاب وتدخلات إيران في الشأن اليمني. وأكد وزير الخارجية، أن الوفد الحكومي مستعد للذهاب إلى أبعد من جنيف لتخفيف معاناة اليمنيين، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، موضحا أن الهدف من هذه الجولة هو البحث عن سبل إعادة الاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية. وقال الوزير اليماني أن المشاورات ستبحث عملية إطلاق سراح المعتقلين والمختطفين، خاصة أن هناك الآلاف من الأسر التي تعاني بسبب وجود معيليها في سجون الانقلابين، لافتا إلى أن المجتمع الدولي بعث برسائل قوية إلى الطرف الانقلابي بضرورة التعاون في الشأن الإنساني. وأشار إلى أن الحكومة الشرعية تعمل مع المبعوث الأممي بتفاعل دائم وانسجام، معتبرا أن الإشكاليات في الملف تتمحور حول تعامل الشرعية مع طرف لا يدرك مدى الكارثة التي أوقعها بحق الشعب اليمني ومدى الجريمة الإنسانية التي أدخل اليمن فيها. ورأى الوزير اليمني أن المليشيا الانقلابية لا تملك قراراها وأنها دمية يحركها المشروع التوسعي الإيراني، كاشفا أن وفد الحكومة سيكون برئاسته، ويتكون من 14 عضواً يمثلون الحكومة الشرعية والأحزاب المنضوية في إطار الشرعية، وسيضم الفريق الحكومي 8 خبراء رئيسيين و3 خبراء استشاريين و3 سكرتارية. وحول الأوضاع العسكرية على الأرض، قال اليماني إن المليشيا الحوثية خسرت الكثير في جبهات القتال مع تقدم الجيش الوطني في مواقع متعددة، وأن أيام المليشيا تتناقص فعلياً وبشكل سريع، داعيا الحوثيين إلى إدراك خطورة الأضرار التي ألحقوها بالشعب اليمني. وأكد وزير الخارجية أن الحكومة تعمل على حل مشكلة البنك المركزي وعلاقته مع الفرع في صنعاء، إذ توجد موارد كبيرة في الفرع تؤخذ من الانقلابين دون مرورها عبر الدائرة المالية والقنوات الرسمية، ولا تدفع منها أجور العاملين في الخدمة المدنية في ظل انطلاق الموسم الدراسي الجديد في البلاد. ومن المقرر أن تكون مشاورات جنيف بين الوفد الحكومي ووفد الجماعة الحوثية غير مباشرة، بحسب تصريحات سابقة للوزير اليماني، وإذا ما لقيت نجاحا فإنها ستفتح الباب أمام جولات جديدة من المشاورات المباشرة لجهة التوصل إلى حل سلمي، لا يزال المراقبون يرونه بعيد المنال، لجهة تعنت الجماعة وسعيها إلى إطالة أمد الحرب.