بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً أشكر تجشمكم معنا السفر من المكلا إلى العاصمة المؤقتة عدن وأن نلتقي اليوم بقيادات السلطة المحلية والأعيان من محافظة حضرموت في العاصمة المؤقتة هذا حدث كبير بالنسبة لنا، لأن حضرموت مثلت طوال الأربع السنوات الماضية العمق الاستراتيجي للبلاد، أربع سنوات من الحرب كانت حضرموت الظهير والبعد الاستراتيجي لنا ولكل اليمن، وهذا كان ليس بعيدا عن قيم وحضارة حضرموت، قد نلتقي اليوم في ظروف صعبة تعاني منها اليمن ونعرف أن حضرموت تعاني منها ويصلنا ما يشكو منه المواطنون في المكلا وغيرها من محافظات الوادي وحتى الصحراء.
هذه المحافظة التي تشكل تقريبا ثلث مساحة اليمن والتي تحتاج إلى تنمية حقيقية تليق بها تعاني في هذا الوقت كما تعاني كل اليمن، لكن لها امتياز أن فيها نوعا من الأمن والاستقرار يتيح لها أن تنمو بشكل أفضل وأسرع وهذا ما يجب أن نحافظ عليه جميعا، سأستمع لكم اليوم أكثر مما سأتحدث معكم، لكن في بداية حديثي سأعطي مجموعة من الرسائل، بداية في اهتمام خاص من فخامة الرئيس بموضوع حضرموت، كان أن ننشئ محطة أثناء الحرب عمل غير عادي، أيضا توجيهات لفخامة الرئيس أُثناء زيارته لسيئون فيما يتعلق بالـ 5 مليار ريال المخصصة للوادي، وأيضا توجيهه للمحطة في الساحل، التراكم كبير والتركة ثقيلة جدا، هذا الواقع الحالي وليس معنا بنية تحتية في البلد، لذلك أي كارثة بسيطة؛ قليل من السيول والأمطار ومنخفض جوي يسبب لك كوارث، ما حافظنا عليه في حضرموت يجب أن يستمر، لا ينبغي أن تُنقَل الاستقطابات غير السياسية إلى داخل حضرموت، لأن من يريد أن ينقل هذه الاستقطابات غير السياسية إلى داخل حضرموت هو يريد بها شرا، منطق التنمية والاستثمار يتنافى مع منطق السلاح والعنف، هذه معادلة لا يمكن تغييرها أبدا، فالحفاظ على الأمن والأمان في حضرموت مهم بعيدا عن أي خيارات غير سياسية.
كل شيء مطروح؛ أي آراء وأي خيارات لكن في إطارها السياسي، وأي نقل لها خارج هذه الأطر هو تدمير للأمن والاستقرار ويجرنا إلى مربعات ومنزلقات خطيرة.
احتضنت حضرموت آخر مرة مجلس النواب، وهذه سابقة سنبقى دائما نذكر أنه في حالة الاضطراب في هذه البلاد لم يجد نواب الشعب ملاذا آمنا إلا في سيئون وكانت هذه لفتة تاريخية من حضرموت وستسجل للتاريخ، وهذا يبرهن على حكمة أبنائها وعلى العمق الاستراتيجي الذي تحدثت عنه سابقا.
تموج في البلاد كثير من الاستقطابات الحزبية والمناطقية وتفتت وتشظي الخطاب الوطني، هذه كلها أعراض نعاني منها بسبب الحرب والانقلاب وبسبب فقداننا للعاصمة صنعاء، لكن هي فرصة لمراجعة تاريخية لما هو المسار الخاطئ طوال عقود شمالا وجنوبا بعد توحد الشطرين في إدارة الدولة، وفي العصبويات التي حكمت الدولة وفي طريقة بنائنا للجيش والأجهزة الأمنية، كلها أخطاء ينبغي أن تُراجع، لا يجب البناء على نفس المنهج الخاطئ الذي ساد قبل ذلك، إذا بنينا سنبني بشكل صحيح هذه المرة.
في حضرموت الآن هناك أمن في المكلا لكن لدينا ضعف في الوادي، هذه مشكلة يجب أن تُعالج، مهم أن تكون قوات الأمن المحلية أغلبها من أبناء المحافظة، وأن يكون هناك انضباط حقيقي في خدمة الأمن وهي أساس للتنمية والاستثمار ولكل شيء، وهذا الأمر بحمد الله متوفر بشكل كبير في حضرموت، ينبغي أن نفكر بطريقة مختلفة وأن نتناقش في كل القضايا، الآن الدولة تعيد ترتيب أوراقها وترتيب مواردها، اليمن ليست دولة فقيرة، لكن لا نريد أن ندخل في نزاعات بين المحافظات كأننا دول، وأن تُحدَّد أطر العلاقة في السلطة والثروة بنقاشات بين السلطات المحلية والحكومة، كحكومة نحن منفتحون على كل ما يؤدي إلى لا مركزية حقيقية تجاه دولة اتحادية فيدرالية عادلة، لكن لو كلنا فكرنا بمنطق واحد ستحصل كل محافظة على مواردها وتحويلاتها من أي حسابات مركزية وفقا لآلية واضحة ومعادلات واضحة.
قد تكون الحرب فرضت واقعا معينا، عندما تعود الآن العلاقة بين المركز والمحافظات بشكل أقوى لا يعني سيطرة المركز على المحافظات، هو لتنمية الموارد حتى في هذه المحافظة، نحن نريد لميناء المكلا أن يتوسع ونريد موانئ جديدة في حضرموت ونريد للمنافذ البرية أن تتوسع ونريد للمناطق الصناعية أن تتوسع لأن هذا يصب في ناتج واقتصاد وطن، ويصب في الناتج المحلي، ويعكس نفسه على تنمية حقيقية وعوائد حقيقية، ومعظم ما ناقشناه من عوائد جراء هذه الاستثمارات معظمها تقريبا أو بنسب 100% تكون عوائد محلية.
سأستمع منكم واليوم ونتناقش، رئيس الوزراء وكل الوزراء معكم، وسنتابع معكم خطوة بخطوة تنفيذ ما سنتفق عليه، سنرى ما هي الملفات الملحة الآن، وسنناقش آليات معينة قد تساعدنا في تطوير العمل المؤسسي، قد تكون الإشكالية عندنا في الإدارة وقد تكون الإشكالية أيضا في فرص كامنة لم نستطع استغلالها، ما هو اللازم الآن لذلك لنقوم به وما هي المعيقات من قبل الحكومة، لذلك التعامل مع رئيس الحكومة وكل الوزراء ينبغي أن يظل بالذات مع حضرموت حالة خاصة ومميزة حتى نحافظ على حضرموت ليس فقط كعمق استراتيجي لكن كمحرك نمو حقيقي للبلاد.
سأستمع منكم الآن وسنسجل الملاحظات وسنجاوب، وكل حديث نحتاج أن يكون من القلب إلى القلب؛ صريح ومكشوف، وسنستمع منكم مهما كان النقد قاسيا على الحكومة ونحن نعرف ما هو وضع البلاد ووضع حضرموت الآن، ولاحقا سيكون لنا في المساء جلسة غير رسمية مع عدد من القيادات منكم لنقاشات تُستكمَل لأنكم بعد هذا المشوار نحتاج أن نتكلم مستفيض في كثير من النقاط، أما بالنسبة لزيارة المكلا والتي تأخرت أنا أقول لكم لن تكون الزيارة إلا بافتتاح المطار وهو قريب إن شاء الله، وهذا ما اتفقنا عليه مؤخرا مع الأشقاء وسيتم فتح المطار قريبا لأن فتح مطار المكلا أحد أهم النقاط التي ستعيد وصل عاصمة المحافظة بجميع أنحاء العالم وعودة المستثمرين، السفر من وإلى المكلا مكابدة يعاني منها أبناء الوطن من كل مكان، والمطار سيشكل نافذة حقيقية لتواصل المحافظة مع بقية عواصم العالم، سنبدأ الاستماع منكم الآن ونسجل نقاط الحديث.