الوحدة باقية وستظل في مواجهة المشروع الإقصائي الذي يتبناه الحوثي
السبت 24 مايو 2025 الساعة 16:49
[24/05/2025 05:43]
عدن - سبأنت
كل عام سيظل الحديث عن العيد الوطني الـ 22 من مايو كأحد أهم الأيام في تاريخ اليمنيين، لما يحلمه من مآثر عظيمة، ومنجزات كبيرة، ومواقف تستدعي الوقوف امامها للتأمل والتبصر في حيثيات عظمة شأنها التي اصبحت تكبر كل يوم رغم المآسي والجراح التي خلفتها وتخلفها الجائحة الحوثية بتصرفاتها المستفزة، واعمالها الطائشة، ومسلسل جرائمها وانتهاكاتها التي لا تتوقف عند انين الجرحى، وعويل النساء، وحزن الاطفال.
في خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي عشية الاحتفال بالعيد الوطني الـ٣٥ للجمهورية اليمنية ٢٢ مايو، حسم في فقرة واحدة ذلك التجاذب اللفظي، مؤكداً أن "الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، والتزام قاطع بتصحيح المسار".
وفي البحث عن مدار الإشكالية اليمنية اليوم، تعود كل المسارات إلى رأس المشكلة التي عززت هذا المزاج الشعبي في المحافظات الجنوبية، وهي مشكلة الجريمة الحوثية التي وضعت اليمنيين شمالاً وجنوباً في كفة، ومشروعها الصغير والمنتمين له في كفة واحدة، معتقدة أنها ستروض كل هذا الطيف الواسع ليصبح مجرد خدم لمنتفعيها.
هذا الفكر الذي دخل بجحافله الإرهابية إلى شوارع عدن قبل عشرة أعوام كان قد وضع ألغامه وباروده في الشقوق التي اعترت مسيرة الوحدة ليوسع حجم الفجوة ويعيد البلاد عشرات الأعوام إلى الوراء مبنى ومعنى، وعادت عدن إلى أحضان الناس، وكما كانت كمنطلق لنضالات اليمنيين ضد الإمامة في منتصف القرن الفائت فإنها تهيئ نفسها لتكون هي محور الانطلاق لتحرر صنعاء من ذات الجماعة.
لم تعد الوحدة اليوم موضع جدل عن أنها مشروع للماضي أو للقادم، بل إن الوحدة باقية وستظل في مواجهة المشروع الإقصائي الذي يتبناه الحوثي، فالوحدة اليمنية مشروع سياسي قابل للنقاش والتصحيح والتعديل، بينما الحوثية مشروع إقصائي تجهيلي هوايته الدم والبارود ولا يمكن أن يحكم دولة تطمح للإستقرار والبناء.
يعد خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عشية الاحتفال بالمناسبة الـ ٣٥، بداية يمكن البناء عليها في كل سياقات المشاريع السياسية، حيث كان الخطاب دقيقاً في تحديد إشكالات البلاد أولاً وأخيرا، محدداً الشروط الرئيسية لبناء اليمن أولها حماية النظام الجمهوري، وثانيها ترسيخ التعددية، وثالثها بناء وحدة متكافئة تقوم على العدل والمساواة، لا على الهيمنة، والإقصاء.
وهذه الثلاثة الثوابت هي عمود إشكالية اليمنيين اليوم، فالحوثي يسعى لخلق نظام سلالي متفرد يكون فيه هو الآمر النهائي، وأبناء السلالة هم من ينفذون، وبقية الشعب مجرد خدم ودافعي خمس مالهم، وما يحدث في صنعاء خصوصاً في الاحتفالات بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر سوى صورة واضحة لهذه الحقيقة.
أما الوحدة المتكافئة التي أوردها خطاب رئيس مجلس القيادة كشرط أساسي ثالث لبناء اليمن الحديث، فهو أهم الشروط، كونه يعنى بترسيخ الشرطين السابقين، فلا وحدة بدون جمهورية وتعددية، ولا العكس أيضا.
خاض اليمنيون حواراً شديداً في العام 2013 وخرجوا بنتائج يمكن البناء عليها، وكانت المعالجات قد بدأت من خلال ملفات الأراضي والمبعدين العسكريين، لكن الكارثة الحوثية قضت على أحلام المعالجات، وطالما كانت الكارثة تمثل جماعة صغيرة فإنها لا تعني سوى هذه الجماعة ولا تمثل سوى نفسها.
الوحدة اليوم تتعزز بالمآسي التي خلقها الحوثي، فتعز التي تفتقد للمياه والكهرباء تشابه عدن التي تكتوي بنار الصيف بدون الكهرباء والمياه، ومثلها بقية المدن، وكل ذلك بفعل فاعل وهو ذلك الذي يرسل الطائرات المسيرة المفخخة لمنع تصدير النفط.
متعلقات