الرئيسية - محافظات وأقاليم - الحوثيون يحشدون نحو "الحديدة" تاركين ورائهم أطفالاً لإدارة صنعاء وحمايتها
الحوثيون يحشدون نحو "الحديدة" تاركين ورائهم أطفالاً لإدارة صنعاء وحمايتها
الساعة 01:42 صباحاً (الحكمة نت)
 

 

تلقي معركة الحديدة المرتقبة بظلالها على وجود الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث غادر معظم المسلحين نحو المدينة الساحلية مع تمركز القوات الحكومية على أطرافها الجنوبية تمهيداً لاقتحامها والسيطرة على الميناء الرئيس فيها.

ويقول مراسل "يمن مونيتور" في صنعاء إنّ استعدادات المعركة انعكست على الأوضاع المعيشية للسكان حيث ارتفعت الأسعار مع فرض الجماعة إتاوات على المحلات ورجال الأعمال، حسب ما أفاد ثلاثة على الأقل لـلمراسل بين واحد من كبار الموردين.

وقالت عائلات ومسؤولين محليين لـ"يمن مونيتور"، رافضين الكشف عن هويتهم، إن المئات من المقاتلين الذين كانوا ينتشرون في أحياء العاصمة ويتمركزون فيها تحركوا إلى الحديدة.

ولفتت عائلة إلى أن عائلها الوحيد غادر إلى الحديدة، دون علمها ووصلت جثته يوم الثلاثاء الماضي بعد غارة جوية قتلته وعشرات من أفراد الحي الذي يسكنون فيه. متهمة الحوثيين بإرسالهم إلى جبهات القتال دون تدريب.

مسؤولون محليون، الذين ينتمون إلى "صنعاء القديمة، شعوب، الحصبة، سعوان" أفادوا أن عشرات من المسلحين يعرفونهم غادروا أحيائهم إلى "الحديدة" وتركوا أطفال في النقاط التي كانوا يديرونها وسط العصمة.

 

وقال مسؤول حكومي لـ"يمن مونيتور" إن الجماعة تطلب من الموظفين حضور دورات تدريبية واجتماعات طارئة تستمر أياماً في أماكن خاصة بالعاصمة صنعاء أو يتم انتقالهم إلى "صعدة".

وقال اثنين من قادة الجماعة لـ"يمن مونيتور"، إن توجيهات عليا من المجلس السياسي الأعلى للصف الثاني من الوكلاء والنواب والمسؤولين والمشرفين ضمن الجماعة ويملكون مناصب في الوزارات والمؤسسات بالانتقال إلى محافظة الحديدة لعقد اجتماعات طارئة لإعادة ترتيب الصفوف في معركة الساحل الغربي.

وأضافت المصادر: المعينون ممن استقدمتهم جماعة الحوثي من محافظة صعدة والموالين للجماعة من عدد من المحافظات غادروا صنعاء على جناح السرعة بعد تلقيهم التوجيهات واضطروا إلى إغلاق هواتفهم وقطع الاتصال بهم بشكل تام خوفاً من تسريب معلومات للوسائل الإعلامية أو لأوساط الشعب.

وبالتنقل في أحياء العاصمة أصبحت النقاط التي يديرها الحوثيون أقل بشكل لافت، كما أن المتواجدين فيها من صغار السن والأطفال الذين يرتدون أسلحة كلاشنكوف.

النقاط والانسحابات

وشهدت الحواجز الأمنية فراغاً كبيراً من الحضور الرقابي لعناصر جماعة الحوثي التي اختفت من شمال صنعاء بشكل ملحوظ ودفعت بأطفال لم يبلغوا السن القانونية ووضعهم في نقاط أمنية في مناطق غرب صنعاء حيث كان يتواجد فيه أنصار الرئيس اليمني الراحل وشددت فيه الجماعة المسلحة الرقابة منذ قتله في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال سكان في المربع الأمني لـ"يمن مونيتور": انه تم استبدال الحراسات الأمنية التابعة لجماعة الحوثي بحراسة من أطفال لم يبلغوا السن القانونية ووضعهم في متاريس كانت خاصة بحراسة الحرس الخاص ل"صالح".

ويخشى السكان من عودة الاشتباكات في ذلك المربع رغم السيطرة الحوثية الكبيرة.

ولفت مراسل "يمن مونيتور" إلى أن عدد من المديريات بأمانة العاصمة تختفي فيها النقاط الأمنية بشكل ملحوظ في مديرية بني الحارث ومديرية آزال ومديرية الثورة وعدد من المناطق التي ترى الجماعة أنها لا تشكل خطراً عليها بقدر ما تخشى المناطق التي كانت تكن في ولائها للرئيس السابق علي صالح.

فراغ حكومي

ولفتت المصادر الحكومية إلى أن هناك فراغاً حكومياً في صنعاء، مع مغادرة الموظفين الحوثيين مقار وظائفهم والانتقال إلى الحديدة- كانت الجماعة قد قامت بتوظيفهم منذ دخولها صنعاء عام 2014- بطلب من قيادات الجماعة.

وقالت المصادر الحكومية تعدي الأمر ذلك بتوقيف جميع الحملات الحكومية التي كان يحضر لها لوقف لهيب الأسعار والارتفاعات السعرية في السلع والمنتجات التي شهدت ارتفاعات قياسية بدون رقابة.

وأضافت: أن معركة الساحل أوقفت جميع الحملات الحكومية التي كان جماعة الحوثي تستعد لإطلاقها في شهر رمضان.

 

الأوضاع في الحديدة

أما في الحديدة فقال سكان لـ"يمن مونيتور" إنّ المسلحين الحوثيين يحتشدون إلى المدينة ونشروا الدبابات والمدرعات في معظم الأحياء إضافة إلى منصات إطلاق صواريخ.

وقالوا إن الجماعة قامت بالفعل بزراعة الألغام على طول الشريط الحدودي، وحذرت السكان من الصيد أو السباحة أو التواجد على طول الساحل عدا منطقة "الكتيب".

وقال محمد عمر لـ"يمن مونيتور" إن حالة الرعب والفزع لدى السكان لا يمكن إخفائها حيث المخاوف من تدمير المدينة التي ظلت بعيدة عن الاشتباكات منذ وصول الحوثيين في 2014.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص