الرئيسية - تقارير - إمبراطورية صالح العسكرية تسقط بالكامل في قبضة الحوثيين (تقرير)
إمبراطورية صالح العسكرية تسقط بالكامل في قبضة الحوثيين (تقرير)
الساعة 08:41 صباحاً (يمن تيلجراف - حبيبة راجح)
حالة من الارتباك والتخبط تمارسها جماعة الحوثي الانقلابية نتج عنها بتعيينات واسعة قضت بعزل أعضاء حزب حليفهم صالح من المؤسسات والمرافق الحكومية واستبدالهم بأفراد يتبعون الجماعة لتأمن مكر صالح في الانقلاب عليها، لتصبح الأرقام الهائلة في التغييرات الجذرية في هياكل المؤسسات الحكومية وإقصاء موظفون يتبعون حزب صالح بداية لفض الشراكة بشكل علني يفقتد تصريح الجماعة به في وسائل الإعلام فقط. المؤسسة العسكرية والإقصاءات المباشرة لقيادة حزب المؤتمر حاولت جماعة الحوثي تقييد صالح من خلال السيطرة على قيادة الحرس الخاص الذي كان يمثل قوة ضاربة لحزب صالح، حيث قامت جماعة الحوثي بتعيين عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي لقيادة الحرس الخاص. وأكدت مصادر عسكرية عن استيلاء شبه كلي على ثاني أكبر معسكر تابع للمخلوع صالح “معسكر ضبوه” الواقع جنوب صنعاء ويعتبر ضمن النطاق الجغرافي لمديرية سنحان مسقط رأس المخلوع صالح، وقد فرضت الجماعة قائدا جديدا مواليا لها بدلا عن علي محمد المسعودي الموالي لصالح والذي تم اختطافه في الشهر المنصرم. وقالت مصادر خاصة لموقع” آزال اونلاين”. أن الجماعة تقوم حالياً باحتجاز عددا من ضباط موالون للمخلوع صالح في معسكرات بذمار، كما اختطفت الكثير منهم في الخلافات الأخيرة، وتم عزل آخرين من عدة ألوية في الجيش في صنعاء والمحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلاب. وفي حالة أن جماعة الحوثي سمحت لبعض الموالين لصالح بالبقاء في مناصبهم، تقوم بتعيين مشرفين تابعين للحركة على ضباط وعسكريين لا يستطعيون تمرير أي قرار دون موافقة مشرفي الحوثي في المؤسسات الحكومية. مؤسسات ووزارات تم عزل أنصار صالح منها سجلت جماعة الحوثي المتمردة رقماً قياسياً في اقتحام الوزارات المحسوبة على حزب صالح خلال أسبوع واحد، حيث اكتى وزراء الخارجية والتعليم العالي والصحة الموالين لصالح في حكومة الانقلاب باعتزال مكاتبهم والاكتفاء بحضور الأنشطة خارج وزراتهم، بينما توقف إعلام صالح بابتعليق على هذه الحملة بوصفها بـ”الحملة المسعورة”، حتى أنه لم يتجرأ على ذكر من يقوم بهذه الحملة. كما اقتحمت جماعة الحوثي مبنى وزارة الخارجية وأصدرت توجيهات بمنع دخول وزير الخارجية الموالي لصالح هشام شرف وموظفي الوزارة للمبنى، وقال من قاموا باقتحام مبنى الوزارة من الحوثيين بأنهم اقتحموا الوزارة بتوجيهات عليا. بدوره أوضح هشام شرف، وزير الخارجية في حكومة تحالف الانقلاب : إن المقتحمين انتشروا في ساحة الوزارة وكأنهم سيقاتلون العدو وأنهم أبلغوا حراسة الوزارة أنهم حضروا بتوجيهات من رئيس المجلس السياسي، مضيفاً في حديثه لوكالة خبر المملوكة للرئيس السابق علي صالح : إن المسلحين قاموا بطرد من كان موجوداً من موظفيه في مكتبه، وقال: ليس هناك ما يستحق الاقتتال بإرسال أطقم عسكرية، وأن أسلوب التهديد والتخويف لن يرهبه أو يغير من قناعاته بالعمل، مشيراً إلى أن كاميرات التصوير في مبنى وزارة الخارجية وثقت عملية الاقتحام بالكامل. وسبق اقتحام وزارة الخارجية مداهمة وزارة الصحة المحسوب وزيرها أيضاً على حزب المخلوع صالح في مطلع الأسبوع الحالي، حيث أقدم مسلحون حوثيون باقتحام مبنى وزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء بعد خلافات مع وزيرها المحسوب على حليفهم صالح. وقال وزير الصحة محمد سالم بن حفيظ في حكومة الانقلابيين في تصريحات لوكالة “خبر” التابعة لعلي عبدالله صالح: إنَّ مجاميع مسلحة تابعة للحوثيين بقيادة عبدالسلام المداني ونشوان العطاب اقتحمت مبنى الوزارة، مضيفاً : إن الحوثيين اقتحموا اجتماعاً له اليوم، وطاردوه إلى مكتبه وتعرض للتهديد بالسلاح بعد أن قام “العطاب” المحسوب على جماعة الحوثي بإشهار السلاح في وجهه. وتابع وزير صحة المخلوع صالح : “وتدخل مدير مكتبي لإبعادهم عني، وتجنباً لحدوث ما لا يُحمد عقباه غادرت الوزارة، واتجهت إلى منزلي وهم يصرخون ويطالبون مسلحيهم باعتقالي”. وزارة الصناعة والتجارة كانت هي الأخرى على موعد صحيح مع الاقتحام من قبل الحوثيين، فقد اقتحمت جماعة الحوثي مبنى وزارة الصناعة والتجارة وقاما باستبدال الحراسة الأمنية لها والقيام بالعديد من الإجراءات والقرارات داخل الوزارة، ما تسبب برفض الوزير عبده بشر الدوام داخل الوزارة، حيث تم رفض قرارات الوزير بشر عقب إجراءات تعيين داخل الوزارة من قبل جماعة الحوثي، منها منصب مدير عام الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة، حيث تصر الجماعة على تعين شرف الكحلاني مديراً عاماً للهيئة، كما أن المدعو شرف الدين الكحلاني يرفض مغادرة هذا المنصب المسنود إليه من قبل ميليشا الحوثي. كما اعتدى مسلحون حوثيون على وزير حقوق الإنسان بحكومة الانقلاب الموالية للمخلوع لمياء الشعبي بعد محاولتها زيارة مساجين في صنعاء. وذكرت مصادر خاصة إن الشعبي حاولت زيارة بعض المساجين في صنعاء غير أن مسحلين حوثيين منعوها ثم قاموا بالاعتداء عليها في إدارة البحث الجنائي. وقال القيادي المؤتمري كامل الخوذاني إن الشعبي قدمت استقالتها بعد الاعتداء الذي تعرضت له هي وابنها في إدارة البحث الجنائي خلال زيارتها للاطلاع على أوضاع المساجين. إعلام المؤتمر والازاحات والمراقبة والاختطاف عملت جماعة الحوثي جاهدة على الانفراد والغاء حليفها في الانقلاب في أغلب المؤسسات الحكومية وأهمها : المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، حيث قامت ميليشا الحوثي بإزاحة رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون الموالي للمخلوع صالح واستبداله بالحوثي عبدالرحمن العابد. وأكدت مصادر خاصة لموقع “آزال اونلاين” السيطرة الكاملة على المناصب العليا في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون. وفي نفس السياق يعيش إعلاميو حزب صالح حالة استنفار وخوف واسعة بعد شن جماعة الحوثي عليهم حملة تهديدات واختطافات واعتداءات ومراقبات لكل موادهم الإعلامية، حيث اختطفت مليشيا الجماعة مؤخراً الصحفي الموالي للمخلوع كمال الخوذاني، وإصابة ابنته برصاص جماعة الحوثي، حيث قامت أيضاً باقتحام منزل الناشطة في حزب صالح والملقبة”بشاعرة الزعيم واختطاف شقيقها، إلى جانب الاعتداء بالضرب المبرح على محامي المخلوع صالح محمد المسوري والذي تم نقله إلى العناية المركزة في صنعاء بعد الاعتداء عليه من قبل جماعة الحوثي. إلى جانب ذلك وجهت عدة إهانات لإعلاميي الحزب، منها تهديدات وضرب وإجبار على عدم النشر ضد الجماعة، وممن تعرضوا لذلك : عيسى العذري_الشرجبي _ونزار خالد. المناصب التي تم إقصاء أنصار المخلوع منها تسعى جماعة الحوثي لفض العوائق التي يمكن أن تقف أمام مشروعها التسلطي، لتبقى هي المهيمنة فعليا، ولتأمن مكر حليفها الانقلابي المخلوع صالح، ومن تلك المناصب : إزاحة رئيس مصلحة الهجرة والجوازات، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والنشر، وكذلك مدير عام المؤسسة العامة للبريد،إلى جانب رئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس الهيئة العامة للتأمينات، ناهيك عن الإزاحات بين المناصب متوسطة المستوى في عموم المرافق الحكومية. إذا تبقى جماعة الحوثي هي سيدة الموقف في العاصمة صنعاء والمتاطق التي يسيطر عليها الانقلابيين، بينما أصبح المخلوع صالح حاكماً على مرافقيه فقط إن لم تكن جماعة الحوثي هي من زرعتهم بجانبه، وبهذا يكون المخلوع صالح قد تجرع وما زال يتجرع من نفس الكأس الذي أسقى منه خصومه السياسيين في سبتمبر 2014.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص