الرئيسية - محافظات وأقاليم - بين البحث عن الحرية والإضطهاد .. كيف ينظر الرجل اليمني للمرأة في يومها العالمي؟ ..«تحقيق»
بين البحث عن الحرية والإضطهاد .. كيف ينظر الرجل اليمني للمرأة في يومها العالمي؟ ..«تحقيق»
الساعة 09:28 مساءاً (الحكمة نت - متابعات خاصة:)

تحقيق: دنيا الخامري:

- البيل: المرأة في اليمن ما تزال في أسفل قائمة الحضور.

- الصمدي: المرأة اليمنية اليوم شبه مغيبة في الساحة .. لكنها تتحمل جزء من مسئولية التمييز الممارس ضدها.

- الهدياني: المجال متاح للمرأة أن تكون شريكة للرجل في المشهد العام.

- أبو اصبع: لم تنال المرأة اليمنية أي مكاسب توزاي ما توصلت إليه المرأة في المجتمع الآخر.


في الثامن من آذار من كل عام تجري احتفالات بالإنجازات الاجتماعيّة والسياسية والاقتصاديّة للنساء اللواتي انتزعن اعترافًا بالحصول على إجازة في هذا التاريخ. 

وتحتفل دول العالم ومن ضمنها اليمن باليوم العالمي للمرأة 2019 ففي هذا اليوم يتم الاعتراف بإنجازات المرأة، حيث يكون هذا اليوم فرصة لحشد الدعم لحقوق المرأة، ودعم مشاركتها في مختلف المجالات، ولأن المرأة عضو فعال في المجتمع وقبل الخوض في التفاصيل نستعرض لكم أبرز الحقائق عن هذا اليوم:

- ينبثق الاحتفال بهذا اليوم عن حركة المرأة العاملة في أوائل القرن العشرين في أميركا الشمالية وأوروبا.

وتم اختيار يوم 8 آذار/مارس للاحتفال بالمناسبة، وبالفعل نظمت نساء كثيرات في أوروبا في مثل هذا اليوم من عام 1914 تظاهرات للتنديد بالحرب وللتأكيد على حقوق المرأة.

وفي نهاية شباط/فبراير 1917 خرجت نساء روسيات في تظاهرات تحت شعار "من أجل الخير والسلام"، وانتهت هذه التظاهرات بمنح المرأة الروسية حق التصويت.

وفي 1975، أقرت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يوم 8 آذار/مارس.

وقال "إعلان ومنهاج عمل بكين" الذي انعقد في أيلول/سبتمبر من عام 1995 وكان بمثابة خارطة طريق وقعتها 189 دولة، إن الدول الموقعة عقدت العزم على "التقدم في تحقيق أهداف المساواة والتنمية والسلم لجميع النساء... نعترف بأصوات جميع النساء في كل مكان".

وقدمت الوثيقة تصورا للعالم تحظى فيه المرأة بحقها في ممارسة اختياراتها، مثل المشاركة السياسية والحصول على التعليم والحصول على أجر والعيش في مجتمع خال من العنف والتمييز.

ومنذ 1996 تختار الأمم المتحدة شعارا لهذا اليوم، واختير لعام 2018 شعار "الضغط من أجل التقدم".

وتقول صفحة "اليوم العالمي للمرأة" عن احتفالات هذا اليوم: "الآن، أكثر من أي وقت مضى، هناك دعوة قوية للعمل على المضي قدما وتعزيز المساواة بين الجنسين".

وتقول الأمم المتحدة إن هذه الاحتفالات "تأتي في أعقاب حركة عالمية غير مسبوقة تنادي بحقوق المرأة والمساواة والعدالة" وتضيف أن "التمييز ضد المرأة استحوذ على العناوين الرئيسية والخطاب العام، مدفوعا بعزم متزايد على التغيير". وتعد فرصة "لتحويل هذا الزخم إلى عمل، لتمكين المرأة في جميع البيئات، الريفية والحضرية، والاحتفال بالناشطين الذين يعملون بلا كلل للمطالبة بحقوق المرأة".

المرأة هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله إن هي أرادت ذلك، إلّا أنّ البعض من الناس يمنعوا عنها حقوقها وبشكل يحيلها إلى كائنٍ عاديّ شأنه كشأن أيّ مخلوق آخر لم يكرمه الله تعالى، وهذا الأمر موجود في كافّة الثقافات اليوم، وليس مقتصراً على فئة معيّنة وكل شخص يتعامل مع المرأة بالطريقة التي تعجبه.

فالمرأة هي القوة المحركة للبناء والتطور في المصنع والشركة والبيت وكافة القطاعات.

فكيف ينظر المجتمع العربي إلى الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة؟ وما هو رأي الناشطين والشخصيات الاجتماعية في دعم مكانة المرأة؟ وهل حققت المرأة ما تصبو إليه من مساواة وعدالة مجتمعية؟ كل تلك التساؤلات في اللقاءات التالية:

* مثال في القيادة والزعامة

بداية معنا الصحفي والمحلل السياسي اليمني عبدالرقيب الهدياني الذي قال: المرأة مثلها مثل الرجل لها كامل الحقوق السياسية وتستحقها بجدارة وقد اثبتت تفوقها في مختلف المجالات والمهن والأعمال ونافست الرجل وتفوقت عليه في كثير من المجالات.
وأضاف: التاريخ والحاضر يقدم لنا نماذج للمرأة العربية وقد تصدرت المشهد وكانت مثال في القيادة والزعامة والنجاح السياسي وحسن التصرف.
وحتى القرآن الكريم وديننا الاسلامي ذكر لنا الملكة بلقيس وحكمتها في قيادة سبأ ومثل ذلك التاريخ الإسلامي الذي حكى لنا نماذج مشرفة لنساء حققن إلى جانب الرجل بطولات ومآثر في الجهاد والدعوة الإسلامية والشعر والطب والفقة والارشاد وتصدرت المشهد لعام.

وتابع الهدياني: المجال متاح للمرأة أن تكون شريكة للرجل في المشهد العام بدون أي فروق أو خطوط حمراء وحتى بعض الأفكار الضيقة التي تنتقص من حق المرأة في بعض الأنظمة العربية المتخلفة ها هي تتهاوى ولم يعد لها قبول مضيفا: واستطاعت المرأة تجاوزها وبمزيد من النضال والتوعية ستحقق المرأة مكامتها وتصل إلى كامل حقوقها.

وأكمل حديثه: المرأة المثالية هي التي تقوم بواجباتها تجاه نفسها واسرتها ومجتمعها على حد سواء فهي لم تفرط في إعداد وتأهيل ذاتها حتى تكون مواكبة متسلحة بالمعرفة ومتحضرة تعيش وتتفاعل مع الواقع بكل مافيه وهي مع ذلك أم وزوجة تعيش واقعها الاجتماعي بتكامل كما أنها عنصر فاعل في مجتمعها ومحيطها ووطنها وعالمها المترابط من خلال مهنتها ومجال تخصصها وتعيش الشأن العام وتستوعبه ولها رأي ايجابي فيه وليست منعزلة أو بعيدة عنه.

وختم: من هنا ادعو المرأة العربية بمناسبة ال8 من مارس أن تزيد من نضالاتها وتعمل مع كل الأطراف محلية ودولية حتى تحقق مكانتها وتشغل مهمتها المنوطة بها في صناعة الحياة وخدمة مجتمعها فالتنمية وتطور البلدان العربية لايمكن أن تتحقق إلا إذا انطلقنا وحلقنا بجناحي الرجل والمرأة على حد سواء .

----------

*كائن كامل الأهلية

أما الأستاذ منصور عمر الصمدي - رئيس تحرير صحيفة «الوطن» الرسمية .. فكان له هذا الرأي حيث قال: يؤسفني القول أن المرأة اليمنية اليوم تعيش اسوأ واصعب مرحلة في تاريخها المعاصر، وذلك نتيجة العنف والصلف والقبح الذي يمارس بحقها من قبل مليشيا الكهنوت الحوثية الارهابية والتي وللأسف صادرت كافة الحقوق التي كانت منحت لها في السابق، واعادتها عقود طويلة إلى الوراء لتصبح المرأة اليمنية اليوم شبه مغيبة في الساحة ودورها مفقود تماما، بإستثناء بعض النساء اللاتي انضممن للشرعية ووقفن في مواجهة تلك المليشيا القادمة من عصور ما قبل التاريخ.

وأضاف بالقول: بصراحة هذا الواقع المؤسف والمزري الذي آل إليه حال المرأة في اليمن، ليس نتاج عملية العنف والقمع والتكميم والمصادرة الذي يمترس ضدها من قبل مليشيا الحوثي فقط، وانما سببه يعود في تقديري للمرأة اليمنية نفسها التي وللأسف فرطت في حقوقها وغضت الطرف عن ما يطالها من عنف، والتزمت الصمت، ولم تتخذ أي خطوات أو إجراءات تصعيدية ضد تلك المليشيا، وهو الأمر الذي شجع الإرهاب الحوثي على الإمعان في قمعها ومصادرة حقوقها ومواصلة الانتهاكات والعنف بحقها.. موضحا ما يعني أن المرأة نفسها تتحمل جزء من مسؤولية ما يحدث لها.. وبصراحة أقول أنه وفي حال استمر صمتها وتخاذلها فمن الصعب جدا أن تصل لمبتغاها وأن تنال حقوقها، لأن الحقوق لا تمنح ولكنها تنتزع.
  
أما فيما يتعلق بالدور الذي حققته فقال الصمدي: استطيع القول بأنه خلال فترة ما قبل الانقلاب الحوثي كان هناك دور ملموس للمرأة في مجالات عدة، وان كان محدودا إلا أنه كان يمثل بداية انطلاقتها، ولو أنها سعت واجتهدت وثابرت في الحفاظ عليه وتصدت لكل من سعو إلى مصادرته، لما وصل بها الحال حد التهميش والتغييب والاغفال الذي تعيشه اليوم .. وبالتالي نستطيع القول بشكل عام ان دورها لا يزال شبه مفقود والأمر يتطلب منها الكثير من الجهد والوقت والنضال في سبيل استعادة حقوقها المسلوبة وانتزاع ما تبقى لها من حقوق أسوة بكل نساء الأرض.

وتابع: بالنسبة لي أنا انظر للمرأة بإعتبارها النصف الآخر للرجل والنصف الآخر من المجتمع، وبالتالي فإنها تعد شريك أساسي للرجل في كل مفردات وتفاصيل الحياة.. ولا يجوز التمييز ضدها بأي شكل من الأشكال.. بمعنى بأني مع فكرة المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات بشكل عام وبلا استثناء.. مضيفا: لكن المشكلة أن المرأة في مجتمعنا لا تزال رافضة فكرة المساواة بنفسها، وهناك شريحة واسعة من النساء يؤيدن عملية التمييز الذي يمارس ضد جنسهن.

وعن المرأة المثالية من وجهة نظره قال: هي تلك المتسلحة بالعلم والمعرفة والمدركة لماهية حقوقها وواجباتها، والتي تسعى وتناضل على الدوام في سبيل الانتصار لبنات جنسها والدفاع عنهن وانتزاع حقوقهن، مع مراعاة عدم التفريط في واجباتها كأم وزوجة وربة منزل ومربية اجيال. لافتا إلى أن واقع المرأة في العالم العربي لا يختلف كثيرا عن الواقع التي تعيشة المرأة في اليمن، بإستثناء بعض الأنظمة العربية التي أعطت المرأة جزء من الحقوق ومكنتها من القيام بدورها وواجباتها في بعض المجالات المحدودة .. بمعنى ان الحقوق الممنوحة لها منقوصة.. لكنني لا اعيب على الأنظمة الحاكمة ذلك التهميش والتغييب، بقدر ما احمل المرأة العربية نفسها مسئولية التمييز الممارس بحقها.. لا سيما ان السواد الأعظم منهن يؤيدن ويباركن ذلك.. متابعا: وعليه أقول لن تنال المرأة العربية كامل حقوقها مالم تؤمن هي اولاً بشرعية وجواز ذلك، وتدرك قبل كل شيء انها كائن كامل الأهلية وغير ناقص، وقادر على العطاء والادارة مثلها مثل الرجل.

وأكمل: كما سبق وذكرت أنا مع إشراك المرأة في كل تفاصيل ومفردات الحياة وفي مقدمة ذلك المجال السياسي، إذ لابد أن تكون مشاركة في صناعة القرار السياسي، وأن تكون حاضرة في المناصب السياسية العليا، وأن تسهم في إدارة شئون الدولة والبلد لأن التجارب الإنسانية اثبتت أن النساء أكثر ذكاء وفطنة من الرجال في الكثير من المجالات.. وبالتالي فإن وجودهن يضمن الاستفادة من خبراتهن وتجاربهن وافكارهن وابداعاتهن في عملية البناء والتنمية في البلد.  

كلمة أخيرة ابارك لكل نساء اليمن والعرب والعالم بمناسبة يومهن العالمي .. واقول لهن إذا ما اردتن أن تنلن حقوقكن كاملة فلا تنتظرن حتى تمنح أو توهب لكن، وإنما عليكن توحيد صفوفكن والوقوف صفا واحدا في وجه كل الأنظمة القمعية والمستبدة، وانتزاع حقوقكن التي كفلتها كافة مواثيق ودساتير وقوانين الأرض.. وتذكرن دائما أن الحقوق لا توهب ولكنها تنتزع.. وما اتمناه أن تعاد عليكن جميعاً هذه المناسبة في العام القادم وقد تمكنتن من انتزاع الكثير من حقوقهن المسلوبة.

------------
بحاجة للانتصار على نفسها

وبدوره تحدث الدكتور فارس البيل أكاديمي وناقد عن هذه المناسبة وقال: عبر التاريخ كانت المرأة في الأغلب أقل مكانة وحظوظا مقابل الرجل الذي دائما كان يملك السلطة ويدير شئون الحياة ، باستثناءات معينة .. وكان ذلك يحدث في المجتمعات الشرقية والغربية على السواء .. حتى جاءت العصور الحديثة وتغيرت كثير من المفاهيم وانطلقت مسيرة الحقوق العامة وظهرت أصوات كثير من النساء وجهودهن حتى استطاعت أن تكون مكافئة أو على الأقل حاضرة في الحياة بشكل مواز للرجل.

وأضاف: مطالبة المرأة بحقها عموما مطلوب لكن مفهوم المطالبة أعتقد أنه مختل نوعاً ما لأن المطالبة تأتي من الأدنى للأعلى والمرأة بهذا تعزز سلطة الرجل.. موضحا أنه بإمكان المرأة فرض حضورها وتواجدها عبر الاستفادة من تطور الحياة والانفتاح العام وتراجع بعض العادات مع عصر التقدم .

وتابع البيل:صحيح في مجتمعات تقليدية جداً مثل اليمن تظل المرأة بحاجة لجهود جبارة لاقناع الرجل سواء كان أب أو زوج أو غيره بالسماح لها لممارسة أدوار الحياة لكن لديها فرص لأن تحضر وتبدع وتتميز وعندها تقوم هي بكسر الحواجز المقيدة لها وتفرض وجودها بعملها وتميزها واستغلال مساحات التعليم وغيره.

وأكمل: المرأة في اليمن ما تزال في أسفل قائمة الحضور ونيل الحقوق وهي بحاجة قبل مطالبة أو منافسة الرجل لاقناع نفسها أولا بدورها واقناع مثيلتها بدورهن وأن يكون لديها الوعي الكافي للتخلص من مكانتها المظلومة ثم يمكن أن تنافس لكن هي بحاجة للانتصار على نفسها وتفكيرها المحبط وعاداتها أولا قبل مطالبة الرجل.

وأكمل كلامه: لم تحقق المرأة دورها وحضورها حتى الآن لكن على المرأة ألا تختزل حضورها وغايتها في أن حقوقها هي مجرد الوصول لمناصب متقدمة في الدولة وفقط.. مضيفا: في تصوري هذا خطأ كبير فدور المرأة هو أن تكون حاضرة في الحياة بشكل مؤثر،بمعنى أن تكون في البيت مربية واعية ومثقفة ومعطاءة في المجتمع، مؤثرة وفاعلة ومسموعة في الوظيفة، بارعة ومتميزة في السياسة ، حاضرة وذكية في الاقتصاد، مؤثرة ومساهمة في الثقافة، مبدعة وفنانة في كل شئون الحياة موجودة بشكل مؤثر... هذا مفهومي لحضور وحقوق المرأة.

وقال الدكتور فارس: أنظر للمراة باعتبارها إنسان مثلي أولاً بعقل وروح وطموح وشعور وأفكار وعادات ومن ينظر للمرأة بصفتها مجرد جسد ..هو رجل مجرد جسد بلا عقل ولا روح .

وواصل: المرأة المثالية هي القادرة على العطاء وتثقيف نفسها وهي التي تهتم بعقلها وقيمتها في الحياة أكثر من مظهرها وهي المرأة التي تصقل جمال عقلها وروحها كما تصقل جمال أنوثتها.

وقبل أن يختم كلامه قال: واقع المرأة في العالم العربي متشابه باختلاف تمكنها في بعض الدول وغيابها في دول أخرى لكن تبقى نظرة الرجل السلبية للمرأة متساوية عند كل العرب.. وبالعموم تحتاج المرأة العربية تعزيز مكانتها في المجتمعات العربية بالتميز والمشاركة في كل شئون الحياة والابداع فيها.

وعن اشراك المرأة سياسيا وتتبوأ مناصب عليا قال: طبعا أوافق .. ولتكن المرأة حتى رئيسة لكن بشروط الأهلية والقدرة والخبرة والذكاء وكل الصفات التي نطلبها من الرجل سواء بسواء عندما نريد منه أن يكون في منصب مهم ينبغي أن نركز على ما الذي نريده من صاحب المنصب لا على من الذي نريده للمنصب رجل أو امرأة؟ .

وختم كلامه: للمرأة في يومها أقول: حرري نفسك من داخلك أولا ..وطالبي من نفسك أن تتميزي وتحضري في الحياة بشكل إيجابي.. تطوري بنفسك.. إنهضي بمستوى فكرك ومعرفتك .. وحينها لن تحتاجي لمطالبة أحد بحقوقك !

---------------
* عليها تحديد مسارها

ومن جانبه تحدث الصحفي غمدان ابواصبع عن هذه المناسبة وقال: للأسف لم تصل المرأة اليمنية إلى مرحلة يمكنها من المطالبة بحقها فهي مازالت في نظر المجتمع المبني على ثقافة عززها رجل الدين بأنها مجرد انثى لا إنسان ولهذا لايمكنها ان تنتزع حقوقها طالما والمجتمع مازال ينظر لها بعين غرائزه دون الاهتمام بآدميتها.

وتابع: إلى اليوم لم تنال المرأة اليمنية اي مكاسب توزاي ما توصلت إليه المرأة في المجتمع الآخر، وبما انها تعيش واقع بات يلامس قناعتها وهو الواقع الذي تمكن من التسلل الى نفسيتها ليتحول من واقع يقاوم الى واقع مسلم لديها بصفته جزء من عقيدتها الدينية.

وعن سؤال هل المرأة اليمنية وصلت إلى ما تصبوا إليه؟ كان رده: كل ما كان يقال عن الكوتى ودور المرأة اليمنية لا يتجاوز حقيقة واحدة وهي تقمص المفاهيم لا تطبيقها فهي مازالت رهينة لاختيار الرجل لأبسط الأشياء التي ترتديها فهو من يحدد لها إن كان مناسبا ما ترتديه أو لا دون الاهتمام بذوقها الخاص التي تبحث هي نفسها لا مايرضي الرجل.

وقال أبو إصبع: من المبكر جدا أن نقول بأن المرأة تجاوزت مرحلة الواقع البائس.

أما عن تحقيقها دورها في مختلف الأصعدة فقال: في اليمن بالذات لم يزيد وجود المرأة داخل تكوينه الاجتماعي  أي تطور نوعي يحاكي مثيلتها في العالم الآخر حتى المناصب التي تقلدتها هي مناصب شكلية يحدد مهامها الوعي العام وهو نفسه الوعي الذي مازال غير قادر على مغادرة الماضي المتخلف بكل تراكماته طيلة أعوام طويلة ضاربة في جذور المجتمع اليمني ولا نستطيع أن نؤكد حصول عمل نوعي للمرأة اليمنية إلا إذا لاحظنا ذلك من خلال البنية الاجتماعية للإنسان اتجاه المرأة ما دون ذلك ستظل هي الانثى التي لا تزيد عن كونها عورة في حديثها وجلوسها وفي عملها وفي ملابسها التي ترتديها.

وتابع: المرأة للأسف مازلت أنظر اليها بتلك النظرة التي زرعتها العوامل الاجتماعية المتراكمة من العرف المبنية على أساس الدين رغم قناعتي أنها نظرة قاصرة وغير مبنية على معطيات إنسانية لكونها إنسان قبل أن تكون انثى ولكن من الصعب أن أتمكن من التخلص من الإرث المبني على أكاذيب وخرفات عززها رجل الدين في اذهان عمها الخوى والفراغ العلمي المبني على متغير الواقع للمجتمع هي ثقافة محكومة بعوامل تحتاج وقفة جادة لدولة بكل مؤسساتها عبر نشر الوعي وتحديد خطاب رجل الدين الداعي الى تقليص مكانتها وإعادتها الى منهج الشرع الذي يقتضي أن لاتغادر خيمتها المتحركة وقميصها الأسود القاتم.

وأكمل حديثه قائلا: المرأة العربية هي أكثر حظا من المرأة اليمنية خاصة في بلاد الشام والمغرب العربي رغم ما تعانيه من نفس الإرث الذي تعانيه المرأة اليمنية وما جعلها تتجاوز واقع مجتمعنا هو التوجه العام للدول التي تعيش فيها وقدرتها على تجاوز العرف.

وعن إشراك المرأة سياسيا وأن تتبوأ مناصب عليا قال: أنا شخصية لا أمانع أن تتقلد أعلى المناصب القيادية في الدولة ولكن السؤال الأهم هل تمتلك المرأة هذا الطموح الذي يحتاج منها الكثير من التضحية لمواجهة كل المعوقات التي تعيق تحقيق طموحها وأوله نظيرتها من نساء المجتمع فالمرأة اليمنية لا تعاني نظرة الرجل وأسلوبه وما يريد من المرأة وكيف تظل بقدر ما تجد كثير من النساء اليمنيات مازالت ترى الوضع الذي تعيشه هو ما يجب أن تظل عليه فهو يقربها من الله ويجعل منها امرأة صالحة لانها وجدت لتخدم زوجها وتربي أطفاله وخروجها للعمل يعد مخالف للشرع والعرف.

وختاما: على المرأة اليمنية أن تحدد مسارها وتعمل عليه وهو كيف تبني وجود سياسة نوعي وليس حالة فردية يأتي بها الحاكم أو الحزب من باب الدعاية والتنميق وعلى المرأة أن تدرك شيئا مهما للغاية أنه مالم تناضل لانتزاع حقوقها فلن يعطيها الرجل أبدا أي حقوق وكما يقول المثل الحقوق تنتزع لا توهب. مضيفا: وللأسف فالمرأة اليمنية مازالت قاصرة ومكبلة بالعديد من القيود الحديدية التي ساهمت بتكريسها السلطة الدينية بتعاون مع السلطة السياسية.

* المصدر: صحيفة «١٤ أكتوبر».

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص