الرئيسية - محافظات وأقاليم - بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني
بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني
الساعة 10:15 مساءاً
تتابع الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بقلق كبير تداعيات المشهد في العاصمة عدن بعد جريمة التفجيرين اللذان اوديا باستشهاد عددا من العسكريين والامنيين في شرطة الشيخ عثمان ومعسكر الجلاء ، وما أعقب ذلك من تصرفات غير مسئولة في ترحيل المواطنين الابرياء ، وبقدر فجاجة تلك الافعال التي يجب ادانتها ورفضها من الجميع بقدر ما تشكله من خطر حقيقي يلقي بظلاله القاتمة على مدى التعاطي مع قيم التعايش وحقوق الانسان والانتصار لقضايا الناس .. لقد نجحت القوىالمناهضة للقضية الجنوبية حتى الان من توظيف التصرفات الفردية الحمقاء التي طالت بعض المواطنين والعمال من المحافظات الشمالية في عدن لجر المعركة بعيدا جدا عن مضامينها وصرفت الانظار عن التعاطف والتنديد بالجريمتين الارهابيتين وحولته باتجاه معاكس في سلوك أرعن بترحيل مواطنين أبرياء قذفت بهم الحرب للاحتماء بعدن والبحث عن لقمة العيش لابنائهم وهو الامر الذي سيعمل على الحاق أفدح الاضرار بالقضية الجنوبية ناهيك عن التشوهات التي سيسببها ذلك السلوك المناقض تماما لاخلاقيات ووعي ابناء عدن والجنوب والإنسان . ان ردود الافعال المتطرفة لا تخدم قضية ولا تؤمن شارع كونها تتحول الى مادة اعلامية خصبة بيد جهات شديدة الخبث والمكر ، ذلك ان المتطرفون يوفرون الفرص لهزيمة القضايا الوطنية في مواجهات عبثية لا مسئولة كما يوفرون الفرص لاختراقات داخلية تقود الى استنزاف الجهد في معارك جانبية يستفيد منها الاعداء والخصوم ، ولعل التماهي مع شعارات وضجيج العامة المؤججة للصراع يحرف مسارات المعركة ويعكس تراجع وعدالة القضايا التي تخاض النضالات من أجلها .. ان هشاشة الوضع السياسي والاعلامي في المعسكر المناوئ للانقلابيين وقدرة اطراف كثيرة على استغلال التباينات المتصاعدة بين القوى والمكونات المناهضة للانقلاب الحوثي ، وغياب المعالجات التي تحول دون استمرار حالة التصعيد ، لسوف تدخل المحافظات المحررة في اتون صراع داخلي بما له من دلالة على خطورة الوضع وتعقيداته ويقدم للانقلابيين الفرصة في الحاق الضرر و الاختراقات في معسكر الشرعية واستثمار هذا الخلل وتوظيفه لصالح الاجندة المعادية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، وان استمرار هذا الوضع سيقود الى انفجار كبير سيدفع الجنوب وعدن خاصة ثمنه باهضا ، ولن يكون هناك مستقبل لعدن على المدى القريب ان هي غرقت مرة اخرى بالصراعات الداخلية فلقد اضحت مدينة متخمة بالجيوش التي يفترض ان تكون خارجها ، وبالاجهزة الامنية الكثيرة التي يجب ان تحميها من تسرب المخدرات والاسلحة والسيارات المفخخة .. على الاجهزة الامنية في العاصمة عدن وكل التشكيلات الأمنية القيام بواجبها في سرعة العمل على احتواء الاثار السلبية التي تبعت تفجيرات عدن الخميس الفارط وتخفيف حدة الاحتقان جراء استهداف جهات غير معلومة لمواطنين من ابناء محافظات الشمال وتوحيد الجهود للحفاظ على مدنية عدن كمدينة كونية مفتوحة للجميع دون ان تستثني احد ، كانت ويجب ان تظل كذلك .. ان العنصرية المقيتة والمناطقية البلهاء لاتنسجم في اي حال من الاحوال مع منطق الدين والعصر ولا يمكن لها ان تقود اصحابها الا الى قارعة التاريخ بعيدا عن الفكر الانساني الذي يؤمن بالديمقراطية وقيم النضال من اجل نصرة المستضعفين وإحقاق العدل والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان والسلام وعلى ذلك فإن الثأر لدماء الشهداء لا يأتي عن طريق الإنتقام المشحون بالغضب والفرز المناطقي والجهوي وما يولده من إنفعالات دون حساب لنتائجه السلبية والذي قد يطال الأبرياء ممن هم خارج دائرة الفعل الإجرامي المعادي للجنوب وقضيته ولليمن كلها ، وهي أدوات معروفة للجميع ، الانتقام يجب ان يرتقي في استحضار أخلاقيات وقيم الثوار النبيلة وما ناضل من اجله الشهداء ويقطع الطريق أمام كل المحاولات التي تدفع بردات الفعل العفوية إلى دائرة الفوضى والإساءة لنضالات الشعب وتضحياته العظيمة وبما يكشف حجم الإختراقات غير المستبعدة والتي قد تكون أخفت دورها القذر بأقنعة الغيرة على الجنوب والثأر لدماء شهدائه الأبرار ، ومهما كانت فداحة الخسارة والمصاب الجلل فلا يجب ان تقودنا الى ردود افعال ساذجة تخدم في محصلتها قوى الارهاب والخراب .. صادر عن: الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني الإثنين: ٥ أغسطس ٢٠١٩م
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص