أعربت المنظمة العربية لحقوق الانسان عن بالغ قلقها ازاء الاشتباكات الجارية في العاصمة المؤقتة عدن، بين ألوية الحماية الرئاسية وبين ميليشيات الحزام الأمني والتي أدت الى مقتل وإصابة العشرات من الافراد، وتهدد سلامة السكان وقدرتهم على الحياة، على نحو مريع. وكانت ميليشيا الحزام الأمني تسيطر علي بعض مناطق عدن التي تحولت الي عاصمة سياسية مؤقتة لليمن بعد التمرد المسلح لميليشيا الحوثي في سبتمبر/أيلول ٢٠١٤، ونشطت هذه الميليشيا في عدن ومحيطها تحت مظلة الحكومة الشرعية، لكنها باتت تمارس هيمنة شبه كاملة على الوضع السياسي في عدن، وتورطت في ارتكاب جرائم قتل وإنتهاكات متنوعة لحقوق الانسان في سياق محاولات لترتيب انفصال جنوبي البلاد. وسبق للمنظمة وأن دعت الحكومة الشرعية لبسط سيطرتها على المناطق التابعة لها وضمان التزام كافة الميليشيات العاملة تحت مظلة الشرعية باحترام حقوق الانسان، وخاصة في عدن وتعز، ومنح الأولوية لاغلاق مراكز الاحتجاز غير القانونية وضمان تنفيذ احكام وقرارات القضاء، وخاصة الإفراج عن المحتجزين دون سند قانوني ومنع أشكال سوء المعاملة. وشكلت الاعتداءات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في عدن وراح ضحيتها شخصيات عامة وقادة ميليشيات أمنية جنوبية الفرصة لبعض الميليشيات لتنشيط النزعة الانفصالية وممارسة انتهاكات منهجية بحق سكان المحافظات غير الجنوبية في عدن، ما دعا قوات الحكومة الشرعية وخاصة ألوية الحماية الرئاسية التابعة للرئيس "عبد ربه منصور هادي" الى بسط سيطرتها على كافة أنحاء المدينة يوم أول أمس. ولليوم الثامن علي التوالي منذ التفجيرات الإرهابية يعيش سكان عدن وضعا امنيا ومعيشيا غير مسبوق منذ اعتداءات ميليشيا الحوثي على المدينة الآي تواصلت حتى يوليو/تموز ٢٠١٥. ويتعذر على السكان في ظل الوضع الراهن اقتضاء احتياجاتهم المعيشية وتوفير احتياجاتهم من الغذاء والدواء والاستعداد لعيد الاضحي المبارك بعد غد. وتطالب المنظمة بوقف فوري لإطلاق النار في عدن، ووقف كافة التدابير التي من شانها تعميق الفوضي التي يرزح تحتها اليمنيون لخمسة سنوات.