الرئيسية - محافظات وأقاليم - في حوار مثير وصريح مع محافظ لحج السابق "احمد عبدالله المجيدي" من مقر اقامته المؤقتة بسلطنة عمان
في حوار مثير وصريح مع محافظ لحج السابق "احمد عبدالله المجيدي" من مقر اقامته المؤقتة بسلطنة عمان
الساعة 04:46 مساءاً
الحكمة /رصد ومتابعة في حوار مثير وصريح اجرته  ( عدن الغد)  مع محافظ لحج السابق احمد عبدالله المجيدي من مقر اقامته المؤقتة بسلطنة عمان  والمجيدي شخصية اجتماعية ونضالية و سياسية و ادارية معروفة وطنيا منذ التحاقه شابا بصفوف الثوار وحتى استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967 م وتسنمه عديد المناصب في الدولة الجديدة منها مأمورا لمديريتي طور الباحة و الشط ورأس العارة والمضاربة  ، عاصر كثيرا من الاحداث وشارك في صنع الكثير منها. ، حيث تبوأ منصب محافظ لمحافظتي المهرة و حضرموت وبعد الوحدة في عام 1990 م محافظ لمحافظة اب حتى حرب عام 1994 م التي لعب فيها دورا بارزا للدفاع عن الجنوب وعاش بعدها ردحا من الزمن في المنفى القسري قبل ان يعود الى وطنه في العام 2001 م، ويشارك في انتخابات العام 2006 م الرئاسية بصفة مستقلة  ، قبل ان يقلد سفيرا لبلادنا في ليبيا ليعود بعدها محافظا لمحافظة لحج في فترة اقل ما يمكن ان يقال عنها انها من اصعب الفترات التي سبقت الحرب الاخيرة وشهدت كثيرا من التداعيات والتداخلات و التفكاكات التي المت بالوطن وخاصة بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية و انتهاء باجتياح الجنوب من قبل تحالف الحوثي - عفاش في مارس 2015 م. في هذا الحوار الجرئ الذي خص به  ( عدن الغد) يكشف المجيدي اسرار اللحظات التي سبقت اجتياح محافظة لحج و عدن بما في ذلك تمرد قائد الامن المركزي عبدالحافظ السقاف و خروجه الى تعز وكذا سقوط المعسكرات و اسر وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ورفاقه اللواء ناصر منصور هادي واللواء فيصل رجب. * - باعتباره محافظا لمحافظة لحج سألناه بداية عن سقوط المحافظة  ،  فأجاب المجيدي بكل ثقة وشفافية بما يلي :  كان سقوط المحافظة الابية ( لحج)  في مارس 2015 م بعد انسحاب وحدات الجيش التابعة للواء 201 من المحافظة. وانسحاب قوة الامن المركزي و الامن العام و النجدة مما اتاح للخلايا الارهابية الفرصة لزعزعة الوضع من خلال اعمال النهب التي شاركت معها فيه مجاميع غوغائية و فوضوية  ، كما اقدموا على تصفية الكثير من افراد النجدة ممن كانوا يحمون مبنى المحافظة ما يربو على ثلاثين فردا في عملية اجرامية بشعة يندى لها الجبين  .  وتحت وطأة هذه الجريمة هربت قوات الامن العام ووحدات امنية اخرى... وتوالت الاحداث التراجيدية المأساوية وتم نهب و تفجير مبنى المحافظة وفجر البنك المركزي وادارة الامن العام والامن المركزي و معظم مؤسسات الدولة نهبت ودمرت.  جرى كل ذلك بشكل متسارع و في فترة وجيزة قبل يوم 20 مارس 2015 م  . قتل ابرياء وسفكت دماء في مشهد حزين و مؤلم  ،  من ذلك قتل جنود ابرياء بلا ادنى سبب الا انهم يقومون بواجبهم في حماية المنشاءات و مؤسسات الدولة.    واستطرد المجيدي في سرد تلك الوقائع المريرة :    كما اعقب ذلك حوادث مهمة و خطيرة ، سقوط معسكر العند والقاعدة الجوية و معسكر الشهيد لبوزة ثم الضربة الموجعة و المؤلمة و غير المتوقعة : اسر اللواء محمود احمد سالم وزير الدفاع و معه اللواء ناصر منصور هادي وكيل الامن السياسي في عدن ولحج و ابين واللواء فيصل رجب قائد اللواء 105 . وعن سؤاله عن ترتيبات حماية المحافظة في ظل الاحداث المتسارعة .. اجاب المجيدي  :   في السادسة صباحا من يوم 4 مارس 2015 م، كنت واللواء محمود الصبيحي في معسكر العند بعد ان بلغنا ان هناك مجاميع كثيرة تحاول الدخول الى المعسكر  ، سارعنا الى هناك و لحق بنا اللواء الطاهري قائد المنطقة العسكرية الرابعة وفي مقر قيادة اللواء و جدنا هناك قائد اللواء و نوابه و بعض قيادات الكتائب و معهم الشهيد محمد صالح طماح و معه مجاميع من ابناء يافع  . رأس وزير الدفاع اجتماعا رسميا بهم و بعد اطلاعه على الموقف امر الجميع بتحمل مسئولياتهم العسكرية وتنفيذ المهام الموكلة اليهم  في هذا الوقت العصيب  ، الا ان قائد اللواء مرزوق الصيادي اعتذر للوزير عن استمراره في قيادة اللواء و طلب السماح له بالمغادرة رغم محاولتنا ثنيه عن ذلك  وطمأنته لكي يستمر في قيادة اللواء لكنه رفض مفضلا الاعدام على ذلك و قد ظهرت ملامح الانهيار عليه  . وبعد نقاش طويل اتخذنا قرارا بتكليف اركان اللواء بمهمة قيادة اللواء  ، وكلف الطاهري بمرافقة مرزوق الى اخر نقطة في كرش .    بعد ذلك توجهنا الى كرش لتفقد و ترتيب المواقع المطلة على طول الطريق من عقان حتى الشريجة  ، وعند عودتنا عصر ذلك اليوم شاهدنا مجاميع كبيرة تتجمع بالقرب من بوابة معسكر لبوزة  ، فدخلنا المعسكر واستقبلنا قائد المعسكر عدنان الحمادي و بعض الضباط اذكر منهم العقيد العطري من ابناء الضالع قائد كتيبة الدبابات  . وعند حديثنا مع الحمادي فوجئنا به يطلب اعفاءه - ايضا - من قيادة اللواء طالبا السماح له بالمغادرة.  وعندما سأله وزير الدفاع عن الاسباب ،  اجاب : بسبب الحشود من المواطنين و القبائل التي تريد مشاركتنا التصدي للحوثي وليس بمقدورنا تسليحهم  . وخرج الحمادي كما خرج قبله مرزوق.  ومع حلول مغرب ذلك اليوم استأذنت وزير الدفاع في المغادرة ولحق هو بي بعد ذلك.  وفي التاسعة مساء تواصلنا تليفونيا و ابديت له عدم ارتياحي من الوضع الذي شاهدناه و طلبت منه ضرورة مقابلة الرئيس صباح اليوم التالي لاطلاعه على الوضع كما شاهدناه ووعدني ان يتصل بي في الصباح لمقابلة الرئيس سألنا الاخ المجيدي : هل تم اللقاء بالرئيس كما هو متفق عليه بينكما؟   اجاب المجيدي :   كان مقررا لنا بمعية وزير الدفاع ان نلتقي فخامة الرئيس  ، وكتت في انتظار اتصال اللواء محمود بي  ، لكن ذلك لم يحدث،  ربما طرأت مستجدات ليلة امس لا اعرف حقيقة. لكني ظللت في انتظار اتصال محمود بي للذهاب الى الرئيس  . وفي ظهر ذلك اليوم وصلني خبر اسر محمود كصاعقة وقعت على رأسي  ، كان من اتصل بي ليخبرني بذلك نائب قائد حرس الوزير  الاخ شرف محمد محسن والذي اوكل اليه محمود مهمة اخرى ولذلك لم يكن بين قوام الحراسة التي رافقت محمود. علمت منه ان الاسر لم يتم الا بعد معركة شرسة و باسلة و مباشرة قادها محمود في مواجهة قوات من المليشيات الحوثية واخرى تابعة لعلي عبدالله صالح معززة بوحدات من الجيش وبعد استشهاد مجموعة من حراسة محمود واصابة العم ناصر منصور هادي و فيصل رجب و نفاذ الذخيرة تماما اسر البطل محمود الصبيحي ورفاقه بعد ملحمة بطولية غير متكافئة  من حيث العتاد و الاليات و الذخيرة وحتى الافراد ايضا.  وكان الرائد جعفر احمد صالح الكعلولي قائد حراسة الوزير والذي عرفت انه اصيب في المعركة سبق له ان ادلى بشهادته عن تفاصيل المعركة سألنا المجيدي في قضية اثارت الكثير من الجدل وهي قضية عبدالحافظ السقاف قائد الامن المركزي و تمرده على قرار رئيس الجمهورية باقالته و عن حقيقة خروجه من عدن الى تعز عبر لحج.   رد المجيدي بهدوئه المعتاد  :  منذ وصول فخامة الاخ رئيس الجمهورية الى عدن بعد خروجه من صنعاء وبصفته رجل عسكري شعر بخطورة وجود الامن المركزي الذي يقوده عبدالحافظ السقاف في عدن ،  بالرغم من ان اللواء ناصر منصور هادي هو المسئول الاول عن الامن في عدن ولحج و ابين و توجيهاته يفترض ان تكون نافذة على السقاف. فصدر قرار بتعيين اللواء جواس قائدا للامن المركزي بعدن بدلا من السقاف لكن تنفيذ القرار تعثر بسبب تعنت السقاف ورفضه التنفيذ.   كلفنا الرئيس واللواء محمود الصبيحي باقناع السقاف بتنفيذ الامر،  وجلسنا معه مرارا في معسكر الامن المركزي واشعرناه انه في حال عدم الامتثال للامر سوف يواجه عقوبة كبيرة.   كان يقتنع حينا و يماطل احيانا اخرى ربما لكسب الوقت  ، ووضعنا له خيارات بديلة منها تعيينه ملحقا عسكريا في احدى سفارات بلادنا  ، او الانتقال الى قيادة الامن المركزي بتعز ويحل محله قائد الامن المركزي في تعز  ، فأبدى موافقة مبدائية على هذا الخيار،  واتفقنا ان يتم يتسليم المعسكر صباح اليوم التالي  ، وان الاخ وزير الدفاع سوف يشرف على ذلك وانه سيكون في بوابة المعسكر الساعة السابعة صباحا ليكون هو في استقباله .  حضر وزير الدفاع في الموعد المحدد و تخلف السقاف ولم يلتزم بما اتفقنا عليه.  من ناحيتي اجريت عدة اتصالات بالسقاف لم يرد على واحدة منها  ، واخيرا رد شخص من طرف السقاف  وقال : الافندم مشغول و سيتصل بك لاحقا.  قلت له : ابلغه بانه من المعيب ان ينكث بما اتفقنا عليه و من العيب ان يصل وزير الدفاع الى بوابة المعسكر و يتخلف هو و عليه ان يتحمل مسئولية ما سيحدث له.   غادر اللواء محمود بوابة المعسكر غاضبا  ، وفي اليوم التالي كشف السقاف عن حقيقة ما يبيته، فقد نشر قوات الامن المركزي خارج المعسكر و سيطر على المطار  ، و عندها بدأت الاشتباكات بين الامن المركزي وافراد الجيش و استمرت الاشتباكات حتى عصر اليوم التالي. ، فبعد ان احكم الجيش وافراد اللجان الشعبية سيطرتهم على معسكر الامن المركزي اتصل بي السقاف طالبا مني الوصول اليه ليسلم نفسه  .  ذهبت مع افراد حراستي وبعض من مشائخ الصبيحة و اخرين  ، وفي الطريق المؤدية الى المعسكر تفاجأت بهجوم مسلح على موكبي و اطلاق النار علينا مما ادى الى استشهاد احد افراد حراستي واصيب اخر اصابة بليغة  .  التقيت بالاخ وزير الدفاع بالقرب من معسكر الامن المركزي و نصحني بالعودة حتى لا اقع في فخ السقاف الذي نكث ما اتفقنا عليه ونشر قواته وواجه الجيش. عدت بعدها ادراجي الى منزلي. صمت المجيدي برهة و كأنه يستذكر احداث ذلك اليوم الطويل  ، ثم واصل حديثه قائلا  :  بعد عودتي لمنزلي وصل عبدالحافظ السقاف بصحبة الاخوة غازي احمد علي والشيخ عبدالمجيد بن فريد العولقي واخرين و بصحبة اولاده ايضا ، و بمجرد وصولهم قالوا : ( نحن وصلنا عبدالحافظ السقاف في وجهك)  .وكان عندي حينها مجموعة من مشائخ الصبيحة منهم الشيخ علي حسن الاغبري و الشيخ توفيق الصوملي والشيخ طارق الودودي و الشيخ رشاد راجح العطري واخرين  . سألت الحاضرين : ما رأيكم يا مشائخ؟  اجابوا : وجهك من وجوهنا  .  ومباشرة اتصلت بالاخ الرئيس و ابلغته ان عبدالحافظ السقاف موجود عندي و مستسلم  . واريد منك السماح لي بايصاله واولاده الى تعز  . فرد الرئيس : تأتي به الينا في معاشيق.  فقلت له : يا فخامة الرئيس لن تسرك رؤيته وهو في حالته الان  . فرد علي الرئيس : ما يقع نكون رئيسين  . فقلت له : حاشا لله ان يكون احد رئيسا غيرك وعلى كل حال انا واصل اليك الان.   تركت عبدالحافظ في ديوان منزلي مع مجموعة من اخواني الصبيحة و ذهبت الى فخامته و برفقتي مجموعة من مشائخ الصبيحة ممن ذكرتهم آنفا والاخوة من شبوة على رأسهم الشيخ عبدالمجيد بن فريد العولقي. سألناه عن ما دار اثناء مقابلة الرئيس و ما حدث بعدها .   على كل حال قابلنا الرئيس في معاشيق و كتقليد قبلي متعارف عليه رميت ( مشدتي)  على الرئيس طالبا منه السماح لي بايصال السقاف الى مأمن كعمل انساني واخلاقي و عرف قبلي متعارف عليه خاصة عندما يصل اليك المرء الى باب بيتك مستجيرا  .  تفهم الاخ الرئيس الحالة وما وصل اليه السقاف من وضع مؤسف كان بامكانه ان يتجنبه  ، ووافق الرئيس على اخراجه واولاده الى مكان امن و حملني مسئولية ذلك.  اما ما جرى بعد ذلك فقد تمت ترتيبات نقل السقاف واولاده  ، وتم تجهيز مرافقين لهم من وجوه الصبيحة و مشائخها اتذكر منهم توفيق الصوملي و علي حسن الاغبري و ورشاد العطري و عايد الجعدي  ، وفي طريقهم الى تعز تم اعتراض موكبهم بكمين غادر  ، استشهد فيه الشيخ عايد الجعدي و من معه في السيارة وتم احتجاز الاخوة من مشائخ شبوة  .   وفي صباح اليوم التالي غادرت عدن الى طور الباحة و معي مجموعة من ضباط و جنود الامن المركزي من نقطة الرباط و ممن توافدوا الى منزلي يسلمون انفسهم في وجهي ولم اتردد في استقبالهم و مرافقتهم الى الراهدة.  واثناء عودتنا و تحديدا في نقطة ( الحسيني)  التي تتبع الامن المركزي و شاهدت قيادات وافراد النقطة يتجهزون لاخلاء مواقعهم و عند استفساري مما يحصل اجابوا بان هناك حشودا من مواطنين يقطنون بالجوار و يهمون بمهاجمة النقطة وسلب اسلحتنا فكان الخيار اخلاء النقطة لكي لا نصطدم بالمواطنين حقنا للدماء. وامام اصرارهم على ذلك قدمنا لهم المساعدة بتكليف احد الضباط باخراجهم الى تعز عبر باب المندب ولا يفوتني هنا القول انني تمكنت من اخلاء سبيل الاخوة من ابناء شبوة ممن تم احتجازهم والعودة بهم الى عدن  .  هذه هي الحقائق و الوقائع المريرة التي واجهناها في ذلك اليوم الطويل و العصيب و ما عملناه نابع من قناعتنا الدينية والاخلاقية والوطنية و ما تربينا عليه من مبادئ و مثل وقيم  .  ولا يهمنا ما تفرزه بعض الاقلام البذيئة من افرازات نتنة لا تعبر الا عن تربية واخلاق اصحابها  ، من تخوين و تكفير و تزييف للحقيقة سواء في قضية عبدالحافظ السقاف او اسر صديقي واخي اللواء البطل محمود احمد سالم الصبيحي. |
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص