الرئيسية - محافظات وأقاليم - الحرب على أبواب صنعاء .. لماذا صمت «صالح» وتوارى عن المشهد؟ .. وماذا عن صراعه مع حلفائه؟ .. وما الأمر الأسوأ الذي يخشى حدوثه؟ ..«تقرير حصري»
الحرب على أبواب صنعاء .. لماذا صمت «صالح» وتوارى عن المشهد؟ .. وماذا عن صراعه مع حلفائه؟ .. وما الأمر الأسوأ الذي يخشى حدوثه؟ ..«تقرير حصري»
الساعة 09:29 مساءاً (خاص:)
على الرغم من الهدوء الذي يشعر به سكان العاصمة صنعاء، نتيجة توقف المهاترات بين شركاء الانقلاب .. إلا أن ثمة نار تتأجج تحت الرماد، حيث يواصل الحوثيون استعداداتهم بخطى حثيثة للانقضاض على حليفهم علي عبدالله صالح، الذي بات متهما بالتآمر على حلفائه الحوثيين .. والذي هو الآخر يتخذ استعداداته تحسبا لمثل هذا الهجوم.

وفي الوقت الذي باتت قوات الجيش الوطني على مشارف العاصمة صنعاء وتستعد لاقتحامها .. بعد ان حققت انتصارات ساحقة في مختلف الجبهات وفي مقدمتها «نهم» البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء - الا أن «صالح» التزم الصمت وتوارى عن المشهد ولم يدلِ بأية تصريحات بهذا الشأن حتى الآن .. الامر الذي يثير الكثير من التساؤلات .. ويضاعف شكوك حلفائه حول موقفه مما يجري.

وفي الوقت الذي رأت قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي أن لا سبيل لانهاء الحرب سوى بالحسم العسكري .. الذي بات وشيكاً .. والذي يتجلى من خلال التقدم الكبير الذي احرزته قوات الجيش الايام الماضية - الا ان ما يلاحظ أنه اصبح لدى المؤتمريين قناعة بأن جماعة الحوثي تمثل الخطر الأكبر .. في حين يتحرك الحوثيون أيضا وفق قاعدة أن المؤتمر هو العدو الأكثر خطورة في هذه المرحلة، وبالتالي فالواجب القضاء عليه .. ما يعني أن صرعهما وخلافاتهما في تنامٍ مستمر.

وبحسب المعلومات، فإن مليشيا الحوثي استدعت خلال الفترة الماضية المئات من مقاتليها، ممن تلقوا تدريبات نوعية، كما عززت الجماعة من كفاءة مقاتليها المتواجدين في صنعاء بتدريبات عالية، منها مهارات التدخل السريع.

وفي المقابل، بدا الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقيادات حزبه مصدومين من جرأة المليشيا وتحركاتها واستعداداتها للمجازفة بنسف التحالف، رغم أن الخطر المشترك المتمثل في التحالف العربي لا يزال قائما، وهذا ما دفع “صالح” إلى استنفار عناصره والقوات الموالية له في صنعاء وكذا في مسقط رأسه بمديرية سنحان.

وخلال الفترة الماضية، عملت الجماعة على تخريج مئات المقاتلين ضمن القوات الخاصة، من بينها كتائب للتدخل السريع، تمهيدا للمواجهة المحتملة .. كما كثفت من دوراتها التنظيمية والتوعوية لمقاتليها في صنعاء، مشيرا إلى أن التعبئة والتعميمات التي حصلوا عليها جميعها موجهة ضد علي عبدالله صالح والمؤتمر.

وأكد مصدر مطلع بأن قيادة مليشيا الحوثي أبلغت عناصرها بأن الخطر الأكبر يتمثل في علي عبدالله صالح، الذي أصبح يخدم ما يسمونه بـ”العدوان” .. مبينا بأن المحاضرات والدورات التي نفذتها الجماعة لقاتليها في صنعاء، تدور حول الولاية لآل البيت وصولا إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وكذا ضرورة التبرؤ من الخونة ومن يخدمون العدوان، وفي مقدمتهم علي عبدالله صالح.

المصدر أكد بأن الجماعة مستعدة بآلاف المقاتلين في صنعاء بعد أن سحبتهم من جبهات القتال، وأنهم مستعدون للحظة الصفر للانقضاض على “صالح”.

عرف عن جماعة الحوثي جرأتها في اتخاذ القرارات المتهورة، وهذا بالرغم من الدمار الذي جلبته لليمن واليمنيين، إلا أنه حقق للجماعة بعض المكاسب، فهي التي كانت قبل بضع سنوات منكفئة في جحورها في كهوف صعدة، أصبحت اليوم تحكم في صنعاء، وتسيطر على مقدرات ومؤسسات الدولة، بل وتتحكم في مصائر الملايين من سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وعلى الرغم كل ما قد تعرض له الرئيس اليمني السابق علي صالح وحزبه من تقويض لسلطاته بشكل غير مسبوق من قبل شريكه في الانقلاب (جماعة التمرد الحوثي) إلا أن الأسوأ لم يحدث بعد بحسب رأي محللين سياسيين.

ويرى مراقبون أن صالح يعرف أكثر من غيره حجم الورطة التي علق بها، وانعدام خيارات المراوغة التي امتاز بها سابقاً، بعد أن فرضت المليشيات ما يشبه الحصار الشامل عليه، وقوضت جميع سلطاته، وأحرقت تقريباً جميع أوراقه للصمود وممانعة السقوط والانهيار المريع .. وفي المقابل فأن الحوثيين لم يستخدموا بعد أهم كروتهم في وجه صالح، والذي بحسب وجهة نظره لن يكون عسكرياً كما يظن كثيرون، بل سيكون اخف وأسهل من ذلك بكثير، ولن يستغرق أمر حسم الإشكال معه سوى ساعات قلائل فقط.

واشاروا الى النهاية الدراماتيكية الأكثر رجحاناً لصالح عبر تأكيدهم بأن الحوثيين يعدون العدة لإصدار قرار قضائي قهري باعتقال صالح وتقديمه لمحاكمة علنية – أسوة بما جرى للرئيس العراقي الراحل صدام حسين – تحت طائلة ملفات كثيرة تورط بها خلال فترة حكم امتدت لثلث قرن من الزمان .. ويؤكدون بأن الحوثي شرع فعلاً في هذه الخطوة عبر دفع بعض أنصاره للتلويح برفع دعاوى قضائية بحق صالح بتهمة الخيانة والقتل والفساد عبر فتح ملفات قديمة، كملف مقتل الرئيس الحمدي، وملف حرب صيف 1994م، وغيرها.

واليوم، كل المؤشرات تقول بأن الجماعة تستعد لضربة خاطفة ضد حليفها علي عبدالله صالح، وهو القرار الذي قد يؤدي فعلا إلى اعتقال أو تصفية صالح، بالنظر إلى وضع الطرفين في صنعاء .. خصوصا ان مليشيا الحوثي، بالرغم من ضعفها، إلا أنها أصبحت تحاصر المربع الذي يتواجد به الرئيس السابق، وبالتالي فإن هذا يعني أن قوة صالح مهما كانت ضخمة، إلا أنها غير ذات جدوى.

وفي كل الاحوال فإن الصراع القائم بين الطرفين يأتي لصالح قوات الجيش الوطني التي وكما بات واضحا عقدت العزم على وضع حد لهذه الحرب من خلال الحسم العسكري .. وما الانتصارات الساحقة التي تحققها في مختلف الجبهات الا مقدمة للنهاية المخزية التي سيؤول اليها حال شركاء الانقلاب.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص