حققت زيارة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك والوفد المرافق له، إلى جمهورية مصر العربية مكاسب متنوعة ، حسب ما أعلنه رئيس حكومة الشرعية في ختام الزيارة التي استغرقت أربعة أيام . وحظيت الزيارة الرسمية باهتمام عربي كبير، وارتياح شعبي لتجديد الثقة بين المواطنين والشرعية بالأداء الذي يظهرها قوية بالتحرك السياسي، وهذا ما يراه مراقبون يشيرون إلى أن أهم المكاسب التي حققتها الزيارة، هي تأكيد قوة الشرعية التي تمثلها مؤسسات الدولة وتحديدا مؤسسة الرئاسة بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وكذلك تحركات حكومة الشرعية التي يرأسها الدكتور معين عبدالملك، والتي تتم بتوجيهات من هادي.. وقد قابل رئيس الوزراء، كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، ورئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وكذلك رئيس جامعة الدولة العربية الدكتور أحمد أبو الغيط. وأكد رئيس الوزراء إن "ما تم تحقيقه من مكتسبات خلال هذه الزيارة ستشكل لبنة إضافية ودفعة قوية للعلاقات المتينة التي تربط اليمن ومصر، تجسيدًا لإرادة قيادتينا الرشيدتين بزعامة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي". استمرار دعم الشرعية حتى انهاء الانقلاب وقام الدكتور معين عبدالملك بتسليم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة خطية من أخيه الرئيس عبدربه منصور هادي، وفي المباحثات التي أجراها معين مع الرئيس المصري، أكد السيسي على موقف مصر ودعمها المطلق للحكومة والشعب اليمني. ‏وتناول الاجتماع مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية واستمرار الدعم المصري الثابت للشرعية حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وما تقدمه مصر من خدمات وتسهيلات لليمنيين المقيمين في ‎مصر، وتفعيل بروتوكولات واتفاقيات التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن تقديره للموقف اليمني الداعم لمصر في حماية أمنها القومي والحفاظ على حصتها من مياه النيل.. متمنياً للشعب اليمني السلام والاستقرار، لافتا أن مصر لن تدخر جهداً في مد يد العون والمساعدة لليمنيين، وتقديم الخبرات في جوانب البناء وإعادة الإعمار. ‏وقال رئيس الوزراء إن "مواقف ‎مصر وبصماتها تجاه اليمن وشعبها منذ عقود ليست خافية ولا تحتاج للتذكير فهي محفورة بأحرف من نور في ذاكرة ووجدان الشعب اليمني، فمصر لم تتخل عن مسؤولياتها تجاه ‎اليمن في أحلك الظروف والمراحل". حماية الملاحة البحرية وكانت قضية "حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب" على أهم أجندات رئيس الحكومة، لما تمثله هذه القضية من أهمية للبلدين، اليمن ومصر، باعتبار أن الملاحة في البحر الأحمر وحمايتها يأتي من أجل الحفاظ على الأمن القومي للبلدان العربية عامة، ومصر واليمن على وجه الخصوص كما جاء في تصريحات الجانبين . وتناولت المباحثات الرسمية بين السيسي ومعين "التعاون بين البلدين لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتطابق وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها دعم ‎اليمن للأشفاء في مصر لحماية أمنهم القومي، والحفاظ على حصتها من مياه النيل". ولأهمية موضوع حماية الملاحة البحرية، كان معين عبدالملك قد استهل به زيارة مصر، فعند استقباله من قبل رئيس وزراء مصر، استعرض معين الظروف التي تمر بها اليمن منذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية، لافتا إلى "التدخلات الإيرانية السافرة ومحاولتها مد نفوذها في اليمن والذي يستهدف باب المندب وأمن البحر الأحمر". وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد الجانبان، على ترابط الأمن القومي بين البلدين وحرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية، كما شددا على "طبيعة المخاطر والتحديات التي يمر بها الملف اليمني وتأثيره على البلدان العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص" . خزان صافر وجامعة الدول العربية وضمن الاجتماعات الرسمية، التي عقدها الدكتور معين عبدالملك في زيارته لمصر، لقائه بأمين عام الجامعة العربية. وناقش معين مع الدكتور أحمد أبو الغيط الامين العام للجامعة العربية، تطورات الأوضاع في اليمن والمنطقة ودور الجامعة الكبير في دعم القضايا العربية ورفض التدخلات الايرانية في اليمن وأمن البحر الأحمر وباب المندب، إضافة إلى مواقف الجامعة في دعم اليمن وسلامة ووحدة أراضيه. وأشاد رئيس الوزراء بمواقف الجامعة في دعم ومساندة الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، مؤكداً على أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجامعة العربية في قضية خزان ‎صافر النفطي. وفي اللقاء أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى مشاركة جامعة الدول العربية في حشد الجهود العربية والدولية لإعادة إعمار ‎اليمن. من جهته، أكد أمين عام جامعة الدول العربية على أهمية الحفاظ على سيادة اليمن وتكامله الإقليمي ووحدة ترابه الوطني، مشيراُ إلى إن الاتفاق السياسي يظل المخرج الوحيد للأزمة اليمنية، والضامن لاستقلال البلد في مواجهة التدخلات الإقليمية الضارة بمصالحه وبأمن جيرانه. الجالية.. المزيد من الدعم وعلى هامش الزيارة الرسمية للقاهرة، إلتقى رئيس الوزراء بأعضاء البعثة الدبلوماسية اليمنية لدى جمهورية مصر العربية والمندوبية الدائمة لدى الجامعة العربية، مشددا على ضرورة تحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم على الوجه الأمثل لخدمة الجالية اليمنية ونقل الصورة الحقيقية لليمن . وكان معين عبدالملك قد أولى هذا الملف اهتماما خاصا منذ يومه الأول، ففي أثناء اجتماعه برئيس الوزراء المصري أكد معين "أن المباحثات الموسعة سمحت للوفد الحكومي بتبادل النقاشات حول كثير من الملفات من بينها "موضوع المقيمين في جمهورية مصر العربية" وأضاف "ونحن هنا نشكر دولة رئيس الوزراء والحكومة المصرية على التسهيلات المقدمة لليمنيين حتى الآن، ونأمل أن يكون هناك تسهيلات أخرى". من جهته قال رئيس الوزراء المصري إن "مصر تتشرف باستضافة أكثر من مليون مواطن يمني، والحكومة المصرية حريصة كل الحرص على معاملتهم كأشقائهم المصريين ولهم نفس الحقوق وكل الدعم والمساندة". استقبال المفكرين وضمن اللقاءات المهمة التي عقدها الدكتور معين عبدالملك، ما جرى مع عدد من المفكرين المصريين، وتركز اللقاء حول الحرب في اليمن وفرص إحلال السلام والجهود المبذولة لتوحيد صف الشرعية وتجاوز التباينات من خلال تنفيذ اتفاق الرياض، والتحركات والتدخلات غير العربية في المنطقة ومخاطرها على الأمن القومي العربي وأداء الأمم المتحدة في ‎اليمن، والموقف المصري الداعم للشرعية. وعلق معين على اللقاء بالقول إن "الحوار مع كوكبة من عقول مصر ومفكريها الكبار فرصة مميزة لعرض جوهر الأزمة اليمنية وفداحة الانقلاب وخطورة التدخلات الايرانية، والاستماع لتقييم عميق للمخاطر التي تحدق بالأمن القومي العربي وعمق الارتباط بين اليمن ومصر وافكار اصيلة حول الحلول اللازمة لتجاوز الأزمة الوطنية والقومية". تقييم عام ووصف رئيس الوزراء، زيارة الوفد الحكومي الرفيع للقاهرة، بأنها ناجحة بعد أن "أجرى خلالها مباحثات مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره المصري د.مصطفى مدبولي وأمين الجامعة العربية د.أحمد أبو الغيط تناولت العلاقات الثنائية، والتحديات التي تتهدد الأمن القومي العربي، مؤكدا أن "نتائجها ستظهر في الفترة القريبة القادمة ". وفي رسالة الشكر الختامية التي بعثها الدكتور معين عبدالملك إلى نظيره المصري، قال معين: "نثمن لكم موقفكم الشجاع والعروبي بالمشاركة بتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لإجهاض المشروع الإيراني في اليمن وما يمثله من خطر وجودي على المنطقة برمتها، ورعايتكم الكريمة للجالية اليمنية المقيمة في بلدكم الشقيق وما تولونها من رعاية واهتمام