عبدالرحمن رسام
«بن دغر» .. رجل البناء والسلام ..!!
الساعة 06:54 مساءاً
عبدالرحمن رسام
في ابريل 2016 أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قراراً تاريخياً بتعيين الدكتور : أحمد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء ، بعد أن فشلت الحكومة السابقة بمهامها وواجباتها والتزاماتها أمام الشعب.

جاء اختيار بن دغر كما اعتبره الكثيرون، بأنه خطوة صحيحة في قيام الحكومة بما هو مناط بها تجاه الشعب، وبالفعل بدأت الحكومة بقيادة ربانها تغمر عباب المصاعب والعوائق للوصول الى بر الأمان، وفق الإمكانات المتاحة والمتوفرة.

جاء بن دغر الرجل الوحدوي الخبير بالتاريخ اليمني وبتفاصيله ؛ "فهو دكتور تاريخ ورسالته عن الإمامة"، لقد تشرب تاريخ الإمامة وخطرها على اليمن، وحين يتحدث في الشأن اليمني تقطر الكلمات عذوبة و تنساب لمسامع المتلقي وهو يسرد حوادث لها امتدادات بما جرى في السابق، وما تقوم به الإمامة الحوثية من طمس للهوية اليمنية ومحاولة اعادتها الى مربع السيد والعبد وتقبيل الرُكب .. وإلى جانب معرفته التاريخية فإن بن دغر له معرفة في التركيبة القبلية والبنيوية لليمن، وله تراكمات سياسية اكتسبها من مراحل حياته المتعددة، بالإضافة الى الخبرة الإدارية والقيادية، وهي مؤهلات فعلية وقدرات عالية استحق من خلالها أن يتربع على رئاسة الوزراء، وجعلته يحقق نجاحات على الواقع رغم التعقيدات والظروف التي تمر بها اليمن.

أتت حكومة بن دغر على أنقاض حكومة " أخفقت " في أدائها خلال فترة عملها بحسب وصف القرار الجمهوري وهو ما كان ملموساً فعلاً في الواقع ،، وبدأ قائدها يبحث عن مشاكل الناس وعن السبل لإيجاد الحلول المناسبة لها ،، فعالج الكثير منها والتي كأنت مؤرقة ومنها على سبيل المثال لا الحصر : مشكلة رواتب الموظفين من العسكريين والمدنيين ، ورواتب الطلاب المبتعثين ، ومعالجة انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة المؤقتة عدن ، وترميم ما خلفته الحرب في عدن ،، كما وأهتم بجرحى الحرب الذين يدافعون عن وطنهم من خلال علاجهم سواء في الداخل أو الخارج ، واعتماد رواتب لهم ، بالإضافة الى اعتماد رواتب لأسر الشهداء الذين جادوا بأنفسهم في سبيل تحرير تراب اليمن من عبث المليشيا الانقلابية ... بل لم يكتفي بذلك فقد عمل على وضع حجر الأساس وافتتح العديد من المشاريع الإنشائية والتنموية ، كما أنه أولى الجانب الرياضي والشبابي أهمية من خلال إعادة ترميم المنشئات الرياضية وتفعيل دور الشباب الرياضي والذي كان آخره مشاركته في المبارأة النهائية لكأس رئيس الجمهورية في أواخر الشهر الماضي ، وتتويج الفائز بالكأس .

جمع بن دغر بين السياسة والقيادة ، ومنذ ذلك قيامة بجولة الى العديد من الدول الشقيقة والصديقة لبحث كثير من القضايا السياسية ، كما شارك في مؤتمر المانحين في جنيف ، والتقى بالعديد من المسؤولين والسفراء الأشقاء والأصدقاء وبحث معهم جوانب متعددة متعلقة بالشأن اليمني، ولقد تجلت حكمته و حنكته في الأسابيع الماضية حين فوت فرصة على الناقمين الطامحين ببناء وهمهم على أنقاض جراحات الوطن ، الذين أرادوا أن يجعلوا من عدن مسرحاً للعنف والاقتتال اللامتناهي ؛ وذلك بعد اعتراضهم قوات الحماية الرئاسية التي كانت متجهة لتأمين الاحتفال الذي أعدت له الحكومة بمناسبة اليوبيل الفضي لعيد الاستقلال 30 نوفمبر ،، لقد تصرف القائد الحكيم بحنكته وقطع دابرهم ووأد فتنتهم ؛ حين أمر بإلغاء الحفل وعودة القوات إلى مواقعها حرصا على سلامة المواطنين وقال كلمات ستظل خالدة للأجيال المتعاقبة " لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل. لن نحتفل وهناك من يرى في احتفالنا بالذكرى الخمسين للاستقلال مشكلة.. لتعود القوات المسلحة إلى مواقعها. وعلى المتقطعين أن يدركوا أننا لا نرغب في المواجهة مع أحد أي حد. شعارنا الحوار ومراعاة الوضع العام، هناك عدو أمامنا وفي أوساطنا عدو آخر. يقتل للقتل فقط".

وبعد أن تعرت المليشيا الانقلابية أمام اليمنيين والعالم من خلال التخلص من حليفها الاستراتيجي صالح وأنصاره ، وقتله بصورة بشعة تتنافى مع القيم الإنسانية ، وقتل العديد من الناشطين المؤتمرين وملاحقتهم واعتقالهم ، تعاملت الحكومة تعاملاً انسانياً انطلاقاً من مسؤولياتها برعاية المواطنين ... ، فقام بتوجيه المحافظين باستقبال النازحين من قيادات وأعضاء المؤتمر والاهتمام بهم ، وتيسير السبل الكاملة لهم ، وتوفير كل ما يحتاجونه ، وهو ما حدث بالفعل حيث تدفق المؤتمريون من صنعاء نحو عدن ومأرب ووجدوا اهتماما بالغاً .

ومهما كبرت الصعاب ، وطفت دعوات الفوضى والتمزيق ، فإنها لن تجد سبيلاً في ظل حكومة بن دغر ، الذي يحمل السلام بيد ، ويبني بيد أخرى ، ويطمح أن يحقق المزيد لوطنه ومواطنيه ، ويتعامل مع كل العواصف بحكمة ودهاء ، وتبقى الدولة بمؤسساتها وكياناتها وما سوى ذلك فهو غثاء كغثاء السيل.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص