مالك الصمدي
شباب اليمن .. بين التهميش والتمكين..!!
الساعة 04:24 مساءاً
مالك الصمدي

علينا ان نعي يقينا ان ما نمر به من حروب وأزمات وانقسامات وكوارث، ليس سوى نتيجة طبيعية لعبث وممارسات الساسة من رؤساء المكونات السياسية، والمتشبثين بالسلطة والكراسي ممن اقسموا على خدمة هذا الوطن وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة، وللأسف خانوا القسم وسخروا كل شيء لتحقيق مصالحهم واطماعهم الذاتية؛ الامر الذي انتج فجوة عميقة في اوساطنا يصعب سدها.

ما يؤسف له اننا بتنا نرى شبابا يحذون ويقتدون بافعال اولئك اللصوص الفاسدين ممن اوصلونا ووطننا الى هذه الهاوية السحيقة .. وهذل للاسف مؤشر خطير يوحي بأن داء الفساد بدأ ينتشر وينتقل للأجيال .. الامر الذي يستوجب وقفة جادة ومراجعة متأنية من قبل الجميع.

وباعتقادي ان ما نعيشة اليوم من تحولات خصوصا بعد تنفيذ اتفاق الرياض ومجيء الحكومة التوافقية الى العاصمة المؤقتة عدن ومباشرتها لأعمالها يمثل فرصة سانحة للمراجعة واعادة النظر في الكثير من الاخطاء التي سادت خلال الفترات الماضية.

وباعتباري احد شباب اليمن الناشطين الذين يهمهم هذا الوطن، أوأكد بأن وقت الصمت انتهى وآن الاوان لنقف مع انفسنا ونعيد حساباتنا وننسى كل خلافاتنا .. ونوحد صفوفنا وجهودنا في سبيل تحقيق التغيير المنشود وتدارك هذه الكارثة التي نعيشها الان .. ولتحقيق هذه الغاية ارى أنه من الضروري العمل على تشكيل كيان شبابي جديد موحد ومترابط يضم شباب وشابات اليمن بمختلف توجهاتهم من المهره الى صعده، تكون مهمته دراسة الوضع وتحديد اعتلالاته ومشاكله، ووضع المعالجات والحلول المناسبة التي يمكن لهؤلاء الشباب ان يسهموا بها الى جانب الحكومة الشرعية لتحقيق الاستقرار والتنمية وتلافي ما افسدته الأيام.

وللتوضيح اكثر أن تشكيل ذلك الكيان الشبابي يمكن ان يتم تحت مسمى 《حكومة شباب اليمن - والذي يرأسها الشاب/ علي رضاء الحقاني》، وسيتم ذلك شريطة ان يتم اختيار اعضاء وفق شروط ومعايير دقيقة وصارمة ومحددة، تضمن عدم تكرار الاخطاء السابقة التي مع الأسف اساءت لشباب اليمن وشوهت صورتهم بشكل كبير .. لذلك يجب ان يراعى في عملية تشكيل الحكومة الجديدة ضم ابرز القيادات الشابة من المثقفين والواعين والذين يمتلكون رؤى وتصورات بناءة وخلاقة بحيث يتمكنوا من تحقيق الاهداف والغايات السامية المرسومة لهم بالشكل المطلوب .. ويعيدون الاعتبار لشباب اليمن بشكل عام.

واود أن اوأكد لكل المعنيين وفي مقدمتهم حكومة الكفاءات الجديدة انه وفي حال تم تشكيل هذا المكون وذلك وفق الشروط والمعايير سالفة الذكر فأنه سيمثل اضافة نوعية للحكومة الشرعية وسيبصرها بالكثير من المشكلات والظواهر التي تواجه فئة الشباب والتي تمثل للأسف من المعوقات التي عقدت الازمة وفاقمتها .. فالشباب هم وقود هذه الحروب .. واستمرار تجاهلهم يشكل التحدي الابرز في الازمة .. ما يعني أنه لا يمكن ان تخرج البلاد من منزلق الفوضى التي تعيشها اليوم، الا اذا ما كان للشباب دور واسهام فاعل وحقيقي في صناعة القرار ومشاركة جادة في مختلف المشاورات والتحولات.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص