حسين با سليم
عطروش .. فنان الشعب، فنان الثورة
الساعة 10:25 مساءاً
حسين با سليم

بقلم: حسين باسليم*
اختلجت في نفسي مشاعر متضاربة وانا أشاهد دموع الفنان الكبير محمد محسن عطروش تنساب بسخاء ، دون ارادته وهو يستمع في الحفل التكريمي الكبير لقرار رئيس ومجلس جامعة عدن الذي تلاه استاذنا القدير والنبيل الدكتور الخضر لصور ، بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية ، ربما هي دموع الحزن لهذا التكريم المستحق والذي تأخر كثيرا ، وربما هي دموع فرح فنان كبير بحجم وقامة (العطروش) في ان يحدث هذا الامر في حياته، وفي هذا اليوم الذي لم يكن كأي يوم آخر وهو في ثمانينيات عمره ومن قبل مؤسسة علمية واكاديمية كبرى ك ( جامعة عدن)!!.

الفنان الكبير ( العطروش ) كما يحب أن يناديه محبوه ، حكاية وارث فني ونضالي كبير يمتد إلى ستينيات القرن المنصرم ، وهو آخر الأحياء - اطال الله في عمرة - من عمالقة الفن اليمني العريق الذي ملاء الآفاق صداه.

من منا لم يستمع إلى اغنية ( برع يستعمار ) التيمة الفنية لثورة 14 اكتوبر المجيدة ضد الاحتلال البريطاني والتي مازالت تعيش في وجداننا حتى اليوم ؟ ، أو اغنية ( بوس التراب ) وغيرها من أغانيه الوطنية او العاطفية الجميلة ك ( ابتهال ) والمشهورة بأسم ( يارب من له حبيب ) او اغنية ( سبولة ) .... الخ.

عطروش غني للوطن وللارض وللانسان  في كل حالاته وافنى حياته في التعبير عن آمالنا واحلامنا وتطلعاتنا.

هو الفنان المؤدي والملحن والشاعر الذي صاغ كلمات عدد من اغنيه بكلمات ليست كالكلمات ، واوصلها إلينا في قوالب غنائية وموسيقية جميلة مست قلوبنا واحاسيسنا ومازالت رغم مرور عقود على استماعنا لها !!.

لست هنا بصدد تعداد مناقب هذا الفنان الكبير وفنه واغانيه والشعراء الذين ابدع في تقديم اشعارهم في قوالب غنائية بديعة ، ولا الفنانين الكبار الذين قدم لهم ألحانه الجميلة في اغنيات اطربتنا ومازالت ، أن كل هذا يحتاج الى عدة كتب وربما تظهر في قادم الأيام من قبل كتاب وباحثين مجتهدين.

اطال الله في عمر فناننا الكبير محمد محسن عطروش وامده بتمام الصحة والعافية ، والشكر كل الشكر للاستاذ القدير الدكتور الخضر لصور رئيس جامعة عدن راعي هذا الحفل الكريم.

**نائب وزير الاعلام.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص