ايهاب الشرفي
كل المؤشرات في صالح اليمن !!
الساعة 04:16 مساءاً
ايهاب الشرفي

 

ان الاحداث العالمية والتغيرات المتسارعة من حرب اقتصادية وصراع نفوذ، وتطورات مذهلة في التقنيات التكنولوجية، وعاصفة التحالفات الدولية المستجدة، تلقي كلها بضلالها على الوضع في اليمن من كافة الجوانب، خاصة مع التحول الامريكي الواضح من دعم الاقليات الى الاكثرية.

وهو ما بدأ واضحا في تسارع الأحداث والتغير الجذري في العلاقات السورية الأمريكية، ومنح الضوء الاخضر للقضاء على حزب الله، ورفض مساعي الكيان لدعم الدروز كأقلية سورية، وحصار المليشيات العراقية، وتوجيه ضربات موجعة للمليشيات في اليمن، فضلا عن التخلي عن الدعم السريع في السودان، وغيرها من الاحداث التي تشير الى وجود تغيرات جذرية في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الاوسط.

كل تلك الاحداث المتسارعة تشير الى ان الفرصة سانحة وكبيرة امام اليمن لاحداث تغير حقيقي، واجتثاث المليشيات الحوثية واستعادة الدولة ومؤسساتها؛ والشروع في اعادة الاعمار وانعاش الاقتصاد، وتشغيل عدد من المناطق الحرة، على الاقل في عدن والمخاء، وهي خطة يبدو انها مطروحة وبقوة على طاولة التقاطعات الدولية في اليمن.

وذلك بغية احداث توازن عمالي ووظيفي بين اليمن ودول الخليج ضمن المشروع الاقتصادي الكبير لدول الخليج العربي، والذي يتطلب استقرار حقيقي على المستوى السياسي والاقتصادي في اليمن، وذلك لن يكون دون وجود دولة فاعلة وحقيقة في جنوب شبهة الجزيرة العربية.

وعلى عكس ما كان يحدث خلال الاعوام الماضية، من تجميد الصراع او ربما الابقاء على المليشيات الحوثية كمكون رئيسي في اليمن، وانسحاب المملكة العربية السعودية من واجهة الصراع، باعتباره صراع محلي محلي، ينبغي حله داخليا بين اطراف الصراع اليمنية، الا ان ذلك لن يكون في ظل نشوة اللحظة الحوثية وقبولها في بقاء الوضع كما هو عليه، وهو ما ترفضه حقيقة ومتطلبات المصالح الاقتصادية الإقليمية والدولية.

لذلك اعتقد، ان هناك معركة حقيقة قادمة ستفضي الى القضاء على المليشيات الحوثية، على غرار ما حدث في سوريا، او على الاقل اعادة الجماعة الحوثية الى حجمها الطبيعي، وهذا بالطبع يتطلب تغير حقيقي في منهجية التفكير لدى القيادة الشرعية، واعادة الحسابات السياسية والعسكرية والأمنية وخارطة التحالفات ايضا، ولا اقصد هنا تغير هذه الخريطة بشكل جذري، بقدر ما هو اعادة بناء الثقة مع الحلفاء الحقيقين والفاعلين في المنطقة والعالم، او ربما تقديم ما يمكن القول عنه مصالح مقابل مصالح.

ولن يكون ذلك الا من خلال خطة حكومية حقيقة يتم العمل عليه وفقا لاستراتجية طموحة وطويلة الأجل، تقنع من خلالها الداخل والخارج، يتم التسويق لها بشكل فعال وحقيقي، وحشد كل الامكانيات المتوفرة لتحقيها، لتصبح هي الهدف الاسمى والغاية الكبرى للشعب والدولة والجيل الحالي والقادم.

تزيح من خلالها الضبابية الراهنة، وتكسر حالة الجمود والتشت والشرود في المشهد اليمني، وتؤسس لفكرة جامعة يعمل الجميع من اجلها، تتجاوز الخطابات والتصريحات الرويتينة الى فعل حقيقي يتسامى فوق كل اعتبار .

- ايهاب الشرفي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص