ابراهيم ناجي
للمغرر بهم من أتباع المتردين في «عدن»..!!
الأحد 4 فبراير 2018 الساعة 16:00
فشل وُوئد إنقلاب ما يسمى بـ«المجلس الإنتقالي الجنوبي» وانتهت «حدوتة» ثورته المزعومة .. لا شيء استجد ولا تغيير حدث .. هاهي «عدن» تستعيد سكينتها وطمأنينتها من جديد .. وهاهم ابناءها عادوا لمزاولة اعمالهم بشكل طبيعي .. وهاهي حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - باقية وشامخة تزاول مهامها ومسئولياتها وترعى شئون ومصالح شعبها دون ان يطرأ عليها أي تعديل .. نعم انتهى عواء وعويل اولئك المتمردون والمخربون والخونة ممن يدعون حرصهم على الأمة دون ان يحدث شيء .. كل ما في الأمر انهم استغلوا هذه الفتنة التي اشعلوها وجاهروا بمطالبهم ورغبتهم في انشاء معسكرات تابعة للمدعو «طارق عفاش» في العاصمة «عدن» وذلك خارج اطار الشرعية، وتحت مبرر مواجهة الانقلاب الحوثي في صنعاء .. وتلك كانت خلاصة ومغزى الانقلاب الذي قادوه جملة وتفصيلا.

ادعاءاتهم في الحرص على مصالح المواطنين وتدهور اوضاعهم المعيشية تبخرت في الهواء .. المهم انهم صرحوا بمطالبهم في احتضان «جيش طارق عفاش» ودعمه .. وطبعاً ذلك هو ما املاه عليهم ارباب نعمهم الذين يسعون منذ مدة لإنشاء جيش عفاشي خارج عن اطار الشرعية .. يعني بصريح العبارة مليشيات جديدة خارجة عن النظام والقانون كما هو حال مجلسهم الانقلابي .. وكما هو ديدن اسيادهم الذين كرسوا جهودهم لعرقلة جهود الشرعية منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة بصنعاء «2014م» وحتى اليوم .. وهذه قصة طويلة لها اسبابها ودوافعها السخيفة للأسف والتي لا يتسع المجال لسردها هنا .. المهم ان سوءات وعورات اولئك الانقلابيون والثورجيون بانت واتضحت جلياً - حيث اكدوا انهم ليسو سوى ادوات ودمى خرساء تنفذ ما يملى عليها وتدار وتحرك بـ«الريموت كنترول» من الخارج.

طبعاً الأمر ليس جديداً على تلك الثلة الذين الفوا البلطجة والسرقة والنهب والعيش في الفوضى منذ ظهورهم على الساحة - فقد انشأوا «مجلسهم الانقلابي» عقب اقالتهم من مناصبهم وفقدانهم مصالحهم وسلطاتهم مع السلطة والحكومة الشرعية .. ليولد ككيان اخرس بلا هدف ولا غاية ولا رؤية ولا معنى .. فقط كان غرضهم الوحيد منه ان يكون وسيلة للابتزاز والاستعراض والظهور .. وذلك بدليل أنهم ظلوا منذ انشائه يتخبطون ويتقفزون كالمسعورين لا يعون ما يريدون وماذا يفعلون .. تارة يريدونه دولة، واخرى حزباً سياسياً، وثالثة دكاناً .. تسوقهم وتتحكم بهم رغباتهم وشرههم نحو السلطة والظهور .. لتأتي محاولة انقلابهم وفتنتهم الاخيرة هذه لتكشف وتعري كل ما كان خفي ومستور.

كافة النخب اليمنية والعربية وكل للمراقبين والمهتمين بالشأن اليمني يعون جيداً حقيقة هؤلاء وغيرهم من البلاطجة والمليشيات والهمج والغوغاء، وقد باتوا من خلال ممارساتهم وافعالهم السابقة معروفين بنهجهم واهدافهم وتوجهاتهم وادعاءاتهم واكاذيبهم وافتراءاتهم ومغالطاتهم جيداً، وهو النهج الذي سلكته قبلهم مليشيا الحوثي الكهنوتية الايرانية منذ تأسيسها .. والتي تخصصت في التدمير والتفجير والقتل والتنكيل والبسط والنهب والسيطرة ...الخ - لكن الشيء الوحيد المؤلم والموجع والمثير للشفقة هو حال اولئك البسطاء من المغرر بهم ممن لا يزالون ملتفين حول قيادات ذلك المجلس الانتقامي مصدقين ان همها الوطن والناس فعلاً .. وانها تسعى وتناظل في سبيل تحقيق أحلام وتطلعات العامة من الجنوبيين كما تزعم وتدعي.

وللإيضاح والتأكيد نقول لأولئك المغرر بهم: لو كان أولئك المتمردون والدجالون والمنتفعون والمخربون همهم الوطن والشعب الجنوبي فعلاً كما يدعون ويسوقون ويرجون لما اشعلوها حرب في عدن وحشدوا كل ما تحت ايديهم من قوات منهوبة في كل شارع و«حافة»، ولما استعدوا لحرق البشر والحجر في المدينة - ولكانوا غلبوا ارواح ومصالح الناس على كل اهدافهم وتوجهاتهم السخيفة والحقيرة والدنيئة تلك .. ولو كان لديهم ذرة وطنية او ذرة احساس او كرامة او اباء لما رهنوا وباعوا انفسهم للخارج وفرطوا في السيادة والثوابت وتاجروا بالجزر والمنتجعات والموانئ وحتى الناس في مختلف المحافظات الجنوبية.

لو كان لدى اولئك المتمردون والخونة ذرة شعور بحالة الناس والظروف البائسة التي يمرون بها - لكانوا استجابوا لنداءات ودعوات دولة الدكتور احمد عبيد بن دغر - رئيس مجلس الوزراء والتي كررها مرارا، واكد فيها على ظرورة تغليب مصالح العامة من المواطنين على كل ماهو شخصي وفردي وفئوي، وشدد ايضا مرارا وتكراراً على ظرورة العمل على تجنيب «عدن» شرور الحرب ونار الفتنة مبينا ان ما تحتاجه عدن هو البناء وليس الحرب والدمار .. كما شدد مرارا على ضرورة توحيد ودمج الوحدات العسكرية والامنية وتنظيم شئونها، معتبراً أنها باتت تشكل بكثرتها وتفرعاتها وتعدد ولاءاتها قنبلة موقوته تتهدد الحياة والاستقرار والبشر والشجر وحتى الحجر في المحافظات الجنوبية بشكل عام .. لكنهم وللأسف تجاهلوا كل تلك النداءاءت والتحذيرات وابوا الا ان يفجروها حرباً ظروس غير عابهين بما ستلحقه بالناس من آثار وتبعات وتداعيات وكوارث.

اتحدى اي تابع او مرافق او قريب او صديق لتلك القيادات الانقلابية ان يذكر لنا انجازاً أو مشروعاً واحداً أو حسنة واحدة فقط حققها احد قادة هذا «المجلس الانقلابي» لعدن او لأي محافظة او منطقة جنوبية واستفاد او انتفع بها الناس سواء اليوم او حتى قبل عشرون عاماً .. انا متأكد وواثق أن لا احد يستطيع ان يذكر شيء .. لأن ارصدة جميع تلك القيادات خالية من افعال الخير وما فيه منفعة للناس .. وما نستطيع ذكره لهم هو قيامهم بتشكيل المليشيات المسلحة وسيطرتهم على اسلحة الدولة وممتلكاتها والبلطجة والاغتيالات والاستعراض أمام العامة ونهب اراضي وممتلكات الفقراء والمغلوبين على امرهم والمتاجرة بقضايا واحلام وتطلعات البسطاء لا اقل ولا اكثر .. وعلى العكس من ذلك تماما هو حال خصمهم دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي كرس جهده ووقته لخدمة شعبه بصمت وحقق فعلا كل ما كان مستحيل، ولنا في انجازاته ونجاحاته في عدن ومختلف محافظات اليمن والتي باتت ماثلة وتتحدث عن نفسها خير دليل.

ما نأمله ونتمناه ونتطلع اليه ان يعي اولئك المغرر بهم حقيقة اولئك الشياطين المتمردين والانقلابيين والمخربين الذين لا يضمرون لهذه الأمة سوى الشر .. ولا يسعون سوى الى تحقيق رغباتهم ونزواتهم الشيطانية .. وان يفيقوا من سباتهم الطويل، ويكفروا عن اخطائهم المتمثلة في اتباعهم وتأييدهم ومؤازرتهم لهكذا شياطين .. من خلال الانتصار لوطنهم واهاليهم ودولتهم وقيادتهم السياسية وحكومتهم الشرعية، وذلك بالمسارعة للإلتفاف حولها وحمايتها ومؤازرتها، والتصدي لكل من يسعى لعرقلة او اعاقة جهودها واعمالها وانجازاتها .. ويضعوا حد لكل خائن وعميل وكذاب ودجال يسعى للتغرير بالبسطاء والمساكين بتلك الشعارات الزائفة .. وليعلم الجميع ان مصلحة وحلم الشعب والأمة لا يمكن ان تتحقق بواسطة المليشيات الخارجة عن النظام والقانون، وانما عبر دولة وقيادة سياسية وحكومة شرعية معترف بها دوليا .. ولهم في التاريخ وسِيَرْ الأولين الكثير من الامثلة والشواهد.

المقالات