محمد بامحروس
ماذا لو سقطرى تتبع البحسني؟
السبت 5 مايو 2018 الساعة 21:58

وسط المعمعة الجارية اليوم في محافظة أرخبيل سقطرى، يبرز سؤال مهم، عما لو كانت مجموعة جزر الأرخبيل لا تزال تابعة لمحافظة حضرموت، قبل أن يصدر قراراً جمهورياً بفصلها محافظة مستقلة في ديسمبر 2013، وهل ستصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم؟ أم أن الوضع سيكون أهون وأسهل بكثير؟

والجواب بلا شك يكمن في شخصية وقيادة المحافظ الذي يتربع اليوم على رأس محافظة حضرموت، اللواء فرج سالمين البحسني، الذي كان يُقال أنه محسوباً على جناح الصقور المنادين بتجزئة البلد وتسليمه لقوى غير قوى الشرعية؛ لكنه خلال فترة توليه منصب المحافظ، أظهر حنكة قيادية وإدارية في رفض أن يكون تابعاً لأحد سوى للشرعية التي اختارته على رأس هذا المنصب، ورفض أن يخدم أحداً سوى حضرموت التي هي مسقط رأسه وفيها تربى وترعرع.

بلا شك، أن الذي يحصل اليوم في سقطرى كان نتيجة طبيعية لتساهل وتسهيل من قبل قيادة محافظة الأرخبيل ومسؤوليها وتعاملهم كمتبوعين لا كندٍ يعملون لخدمة الجزر وأبناءها، ولم يستفيدوا من تجربة البحسني وأسلوبه في القيادة، والجواب أنه لو كانت مجموعة الجزر لا تزال تحت قيادة البحسني اليوم لكان الوضع أهون بكثير ولربما كانت بمنأى عن كثير من التجاذبات التي قد تُدخل هذا الموقع الاستراتيجي العالمي الهام ضمن القضايا الدولية المستعصية على الحل.

رئيس الحكومة بن دغر قبل أن يتجه إلى سقطرى كان قبلها في حضرموت، وزار مديريات الساحل والوادي والصحراء، وافتتح مع أعضاء الوفد الحكومي عدداً من المشاريع وتحرك بأريحية تامة، وحين حاول تكرار نفس الأسلوب في سقطرى كان الوضع مختلفاً جداً، والسبب أو الفارق الوحيد هو أن البحسني الذي كان في حضرموت ويحمل رتبة لواء كان إلى جواره وفي استقباله وحاضراً معه عند افتتاح كل المشاريع، وبكل تأكيد على مرأى ومسمع من الأشقاء في دول التحالف ومنهم الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي لم كان الوضع في حضرموت مختلفاً جداً عما كان عليه الحال في سقطرى.

حين حاول ممن كانوا يظنون أنفسهم رفاقاً للبحسني، كالزبيدي وبن بريك الأول والثاني، وغيرهم، إدخال البحسني ومحافظته في معمعة الصراع واستدراجه إلى موقف سياسي يخدم أطرافاً خارجية ويحقق طموحات ومصالح شخصية، كان الرد مفاجئاً لهم من البحسني، بأن حضرموت وأبناءها قبل أي مشاريع وهمية وقبل أي دعوات تمزق النسيج الاجتماعي، وقبل أي إساءات للأهداف والمبادئ التي قام عليها التحالف العربي، وقبل أي تطاول على الشرعية التي هي المنجى الوحيد للبلاد.

فرج البحسني، قيادي يجب أن يتكرر، وأن يكون أكثر من نسخة، كي تكون المحافظات التي رحلت منها الميليشيات الحوثية الغازية بمأمن من ميليشيا بديلة بذات المستوى من السوء.

المقالات