عبير بدر
سقطرى... درسٌ كشف معادن الرجال
الاربعاء 16 مايو 2018 الساعة 19:54

انتصر ابن اليمن.. وعلمت الإمارات وغيرها أن هناك من أبناء هذا البلد المتواضع من يعي حدود التدخلات الخارجية في بلاده وسيقف حازماً صارماً عندها.


سقطرى كانت درساً جيداً لإعادة الحسابات، وللمكاشفة بين الجميع في الداخل والخارج، لعبت الإمارات فيه دون ان تقصد دوراً مهما لتكشف اليمنيين امام بعضهم، فعرفتنا على من سيصطف مع القوي على حساب استلاب سيادته، ومن سيختار الثبات على حقه مهما كان حجم الكارثة.


كانت الحكومة بحاجة لبقاء الإمارات ضمن قوات التحالف، ولازالت بحاجة لمساعداتها الإنسانية للشعب، لكنها رغم ذلك، لم تجعل هذه الصغائر (في عيون العظماء) مدعاة للإحراج ومصوغاً لتبادل الجوائز وتقاسم الولاءات.


سقطرى ليست ملكاً لبن دغر حتى يعادي الإمارات لأجلها، بل على العكس هو بحاجة لدعم الإمارات وكسبها في صفه بدلاً عن وقوفها في صف خصومه، وكان بإمكانه شراء رضاها باتفاقات بينية لا علم للشعب بها، لكنها ضرب بهذه الاعتبارات عرض الحائط، مفضلا حفظ حق رعيته.


رغم مظاهر القوة والتمادي بالاستفزاز الذي مارسته الإمارات من تعزيزات عسكرية متتالية، وتحت نشاط اعلامي صور الأمر وكأنه يحظى بقبول دولي، ودعم أمريكي تحديداً، ثبت بن دغر، وحين لم يجد انصافاً لحق الشعب، لم يسكن ولم يخدعه او يحبطه هذا السكون، لقد تجاوز الحدود، الرئاسة، والتحالف، والجميع، ووجه نداءه لمجلس الأمن.


خرجت الإمارات من سقطرى بعدما قدمت لنا خدمة جليلة في اختبار معادن الرجال، لقد عرت اليمنيين ممن تهاون بأرضه وكرامته وعقله ومنطقه وحريته.
صحيح ان سقطرى لازالت تكتض بالقوات العسكرية الأجنبية، لكن يكفي ان وجودها يأتي بعد التنسيق مع الحكومة، وأخذ الموافقة من صاحب الكلمة الفصل في وجودها من عدمه، الحكومة الشرعية، ومع ذلك نشد على يد الحكومة ممثلة بالدكتور احمد بن دغر بأن ينقل للأخوة في التحالف رسالة الشعب اليمني في عدم قبوله بوجود قواته الا لحفظ ماء الوجه والود، وإلا فالحقيقة ان سقطرى لا ينبغى لها ان تكون موطئ قدم عسكري اجنبي، والرجاء ان يكون وجودهم مؤقت لتدريب اليمنيين في إدارة جزيرتهم، المحمية الطبيعية، التي ستكون غداً متنفساً آمناً للعائلات اليمنية والسعودية والإماراتية وغيرهم.

المقالات