دنيا الخامري
نكبة وطنية!!
السبت 21 سبتمبر 2019 الساعة 20:23
خلفت الحرب الحوثية الانقلابية على اليمن خسائر جسدية ومادية ضخمة، كما خلفت في الوقت نفسه أضراراً نفسية مدمرة طالت المدنيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم.. هناك من استهدفوا بشكل مباشر وآخرين عاشوا خارج الساحة الفعلية للحرب.. وهناك ممن ما يزالون يحتفظون بالذكريات الموجعة.. وهناك ممن يبني آمال وتطلعات جديدة بعد الخلاص منها.. وهناك ممن جعلتهم الحرب عاجزين عن إعطاء معنى رمزي للحياة.. والحقيقة التي لا يمكن انكارها هو أن حرب المليشيا الانقلابية لم تحمل في أحشائها سوى الألم والموت والمعاناة للأنفس البريئة.. فهذا مواطن ينشد لوطنه الكرامة والحرية والاستقرار والحياة الطيبة وذاك عاصر وجع الحرب ولم تضمد جراحه بعد.. وهناك ممن فقد الأمل بغدٍ أجمل وتسلل اليأس إلى أحشائه.. فالحرب .. قتلت.. شردت.. أبكت.. أوجعت.. قهرت وألمت الكثيرين.. وفي ذكرى نكبة الـ21 من سبتمبر لانقلاب الحوثيين على الشرعية والبلاد والتي تعد أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ اليمن.. الكثير من مواطني بلدي ما يزال يعاني من جرائم الابتزاز والانتهاك والقتل الممنهج وما تزال الحرب مستعرة في ظل صراع الحروب القائم على نبذ الآخر وتمزيق النسيج الاجتماعي ومسخ الهوية اليمنية بنسخة طائفية تنفيذاً للمشروع الفارسي.. أننا بكل بساطة في زمن الحروب الباردة.. الحروب التي تشتعل جمراً تحت الرماد ولا تجد من يطفئها.. وما عسانا بعد كل ذلك الصراع إلا أن نمني النفس بزوال تلك النكبة وتعافي اليمن لينعم المواطن بأبسط حقوقه لتعود للطفولة براءتها ولتصرخ أم الشهيد ضاحكة مستبشرة ولينسى الجميع خمسة أعوام فقدو فيها معنى الحياة.. ولتعود لليمن وحدتها وأمنها واستقرارها وهويتها..
المقالات