- ايهاب الشرفي:
ان طريق الوحدة ما يزال سالكا، ولا يزال في جعبتها الكثير من الوقت لتحقيق اهدافها، والمضي قدما في اطار منظومة شعبية وحكومية متكاملة، نحو فضاء اكثر اتساعا وابعد افقا مما مضى، فكل اسباب الوحدة ما تزال قائمة، بل وتتوسع بشكل منهجي ومتسارع.
ففي حين يعارض القليل من ابناء المناطق الجنوبية الوحدة، في اطار حسابات ضيقة، وشعارات فضفاضة، ترى الغالبية العظمى من ابناء اليمن بكل طوائفه وراكانه، ان استمرارة الوحدة ضمان فعلي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والنهوض في اليمن الكبير على كافة المستويات.
اذ يمثل غياب المشروع المضاد للوحدة ركيك ويفتقر للاقناع داخليا وخارجيا، وما تشاهدونه من ضجيج حول امكانية الانفصال، ماهي إلا ارتدادت فوضى ضُعف الدولة وتجميد العمل العسكري والسياسي ضد مليشيات الحوثي الايرانية، وترك الساحة مفتوحة لكافة المشاريع الفوضوية على مختلف الاصعدة والملفات.
وفضلا عن استحالة الانفصال في الوقت الراهن او حتى في المستقبل القريب، لا يمكن النهوض بالبلاد دون الثقل السكاني المتركز في المناطق الشمالية للبلاد، اضافة للكوادر المهنية والعلمية والثقافية والاجتماعية لذات الفئة، فضلا عن استحالة هزيمة المشروع الحوثي (الايراني) دون وجود وحدة صف حقيقة، بما في ذلك المشروع الوطني الجامع الذي يتطلب بالضرورة وحدة الارض والانسان.
كما ان الانقسامات الحادة لمشروع الانفصال وغياب مكونات حقيقة ودعم شعبي وإقليمي ودولي، يشكل عقبة عظيمة وفارقة لهذا المشروع الذي ولد ميتا من أساسه، وبلا مقومات فعلية، حيث تمثل بدايته هي نفسها نقطة النهاية لهذا المشروع.
والاعتقاد بوجود منظومة عسكرية وسياسية متكاملة على الارض تمثل مشروع الانفصال، هو اعتقاد خاطئ، ويفتقر للكثير من المنطق والحقائق، اذ يمثل اختلاف الرؤية و التوجهات الفكرية للمحافظات الجنوبية عائقا اخر امام مشروع الانفصال، فمشروع الضالع لا ينثل بالضرورة مشاريع كل من حضرموت والمهرة ولحج وابين وشبوة وكذا عدن، فلكل منها توجه وفكر مختلف تماما عن الاخرى.
فضلا عن التوجه الدولي والعالمي الواضح والصريح للابقاء على مشروع الوحدة، وتأكيد دول الاقليم على دعم وحدة اليمن ارضا وانسانا، يشكل سبابا بالغ الاهمية لبقاء الوحدة واستمرارية وجدها على المد الطويل وذلك لتواكب النهضة الاقتصادية للبلدان المجاورة والتي تتطلب بالضرورة استقرار ووحدة صريحة في اليمن، وذلك لايجاد توازن عمالة في المنطقة.
وهذا يُبقي على طريق الوحدة مفتوحا على مشراعيه، فالفقر، والديون، وغياب مقومات الاقتصاد، والانقسامات الداخلية، والتهديد الحوثي (الايراني الملكي)، والافتقار لمنظومة سياسية ومشروع متكامل ومقنع يحقق اهداف الانفصال ويلغي الحاجة الى بقاء الوحدة، كلها اسباب ومقومات تؤكد ان طريق الوحدة باق الى وقت طويل جدا.